[545] فعليك أيها السائل بما دلك عليه القرآن من صفته وتقدمك فيه الرسل بينك وبين معرفته، فائتم به واستضئ بنور هدايته فإنما هي نعمة وحكمة أوتيتها فخذ ما أوتيت وكن من الشاكرين، وما كلفك الشيطان علمه [فكل] علمه إلى الله فإنه منتهى حق الله عليك (16). [و] اعلم أيها السائل أن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم عن الاقتحام على السدد المضروبة دون الغيوب الاقرار (17) بجملة ما جهلوا تفسيره من تفسير الغيب المحجوب (18) فقالوا: آمنا به كل من عند ربنا. فحمد الله سبحانه اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما. وسمى تركهم التعمق - فيما لم يكلفهم البحث عنه منهم - رسوخا (19) فاقتصر على ذلك واعلم أنه الله ________________________________________ (16) وفي النهج: " فانظر أيها السائل فما دلك القران عليه من صفته فائتم به واستضئ بنور هدايته، وما كلفك الشيطان علمه مما ليس في الكتاب عليك فرضه ولا في سنة النبي صلى الله عليه وآله وأئمة الهدى أثره فكل علمه إلى الله سبحانه فإن ذلك منتهى حق الله عليك، واعلم أن الراسخين. " (17) وفي النهج: " عن اقتحام السدد المضروبة.. " (18) وفي النهج: " بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب ". (19) وفي النهج: " وسمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عن كنهه رسوخا ". ________________________________________