[409] يجأرون إلى الله في فكاك رقابهم ! ! ! وأما النهار فعلماء حلماء بررة أتقياء، قد براهم الخوف بري القدح (5) ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى ! ! ! - وما بالقوم [من] مرض - ويقول: قد خولطوا ؟ ! ! ولقد خالطهم أمر عظيم ! ! ! لا يرضون بأعمالهم بالقليل، ولا يستكثرون الكثير (6) فهم لانفسهم يمهدون (7) - أو متهمون - ومن أعمالهم مشفقون، إذا زكي أحدهم خاف أشد الخوف [و] يقول: أنا أعلم بنفسي من غيري [وربي أعلم مني بنفسي] اللهم فلا توآخذني بما يقولون ! ! ! واجعلني أفضل مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون (8). ________________________________________ (5) براهم - من باب ضرب -: نحتهم وأذاب لحومهم وضعفهم. والقداح.: جمع قدح - كحبر -: السهم قبل أن ينصل ويراش. والكلام تمثيل لضمور المتقين وهزالهم لاجل قلة أكلهم أو كثرة سعيهم في الاعمال الحسبية المقربة إلى الله، الموجبة لاذابة شحومهم ولحومهم ! ! ! (6) وفي المختار: (190) من نهج البلاغة: (لا يرضون من أعمالهم القليل...) (7) كذا في هذا الطريق، والمعروف في غيره من المصادر والطرق هو الفقرة الثانية. (8) مابين المعقوفين مأخوذ من نهج البلاغة. ________________________________________