[401] وانكشف عنه الغطاء، وبدا له من الله ما لم يكن يحتسب. ومن عتا عن أمر الله شك ومن شك تعالى الله عليه، ثم أذله بسلطانه وصغره بجلاله، كما فرط في حياته وأغتر بربه الكريم (9). والغلو على أربع شعب: على التعمق والتنازع والزيغ والشقاق. فمن تعمق لم ينته إلى الحق، ولم يزده الا غرقا في الغمرات (10) لا تنحسر عنه فتنة الا غشيته أخرى فهو يهوي في أمر مريج (11) ومن نازع وخاصم قطع بينهم الفشل (12) وبلي أمرهم من طول اللجاج. ومن زاغ ساءت عنده الحسنة، وحسنت عنده السيئة، وسكر سكر الضلال. ومن شاق أعورت عليه طرقه، واعترض عليه أمره وضاق مخرجه، وحرام أن ينزع ________________________________________ (9) وفي المختار: (105) المتقدم ص 387: (كما اغتر بربه الكريم، وفرط في أمره...). وفي رواية الشيخ الصدوق في كتاب الخصال: (كما فرط في جنبه وعتا عن أمر ربه الكريم). (10) أي غرقا في الشبهات التي تغمر عقله وتستولي عليه. (11) لا تنحسر: لا تنكشف. وغشيته: ركبته. ويهوي يسقط. ومريج: مختلط. (12) وفي المختار: (105) المتقدم المنقول عن الكليني رحمه الله: (ومن نازع في الرأي وخاصم شهر بالعثل [بالفشل (خ)] من طول اللجاج). (نهج السعادة ج 3) (م 26) (*) ________________________________________