[13] وسمينا هذه المجموعة ب " نهج السعادة " في مستدرك نهج البلاغة (8) ورتبناها على خمسة أبواب: الباب الاول في الخطب وما يجري مجراها من الكلم الطوال، والباب الثاني في الكتب والرسائل وما بمعناها، الباب الثالث في الوصايا، الباب الرابع في الادعية والمناجاة " الباب الخامس في الدرر اليتيمة، والحكم القصيرة من كلمه عليه السلام (9). وقد كتبنا بتوفيق الله تعالى - في مدة لا تنقص عن خمس عشرة سنة - مثلي ما في نهج البلاغة كمية وعددا، ومثله مما لا يقصر عما فيه نتيجة وغرضا، مع أن جهاز التأليف والتصنيف الذي كان عندي لم يك وافيا لهذا الغرض الخطير، وتحصيل غيره لا يتيسر لمن لا يملك من قطمير. وأيضا قد ظفرنا في هذه المدة على مصادر وثيقة لاكثر ما رواه السيد الرضي (ره) في نهج البلاغة، وأخرجنا أسانيد كثيرة وشواهد وفيرة لجل ما فيه عن كتب الفريقين: الشيعة والسنة، وإن أنسا الله تعالى في عمري، ومتعني بما حباني وأمدني بما أعطاني من التوفيق، وأظفرني بمخطوطات القدماء من الفريقين، لافتحن لارباب الادب والبلاغة أبوابا، ولاكشفن عن وجه السعادة نقابا. ________________________________________ (8) وإنما سميناه بهذا الاسم، لانا - كما دريت مما ذكرناه آنفا - بنينا أن لا نذكر في نهج السعادة ما هو مذكور في نهج البلاغة ولو عثرنا عليه في غيره من المصادر، وبعدما نشرنا وطبعنا منه مجلدا وشرعنا في طبع مجلد آخر، اطلعنا على ما جمعه السيد السند السيد عبد الزهراء الخطيب وفقه الله حول أسانيد نهج البلاغة ومصادره، فرأيناه غير قاصر عما جمعناه حول الكتاب، فعدلنا عن تأليف كتابين وترنمنا بقوله تعالى: " وكفى الله المؤمنين القتال ". ثم ببعض المناسبات أدرجنا بعض ما ذكرناه وجمعناه بعنوان: " أسانيد نهج البلاغة وشواهده " في الموضوع الثاني أعني نهج السعادة. (9) وبعدما فرغنا من تنضيد كلمه عليه السلام بمقدار وافر في الابواب الخمسة، عزمنا على جمع الشتات من منظوم كلامه وتصييره بابا سادسا، فجمعنا شيئا كثيرا مما تكلم به عليه السلام في المقامات المختلفة، والمناسبات المتكثرة، ولكن بالمراجعة إلى ما جمعناه ورتبناه يعلم أن جله ليس منه بل من غيره تمثل به أمير المؤمنين عليه السلام ببعض المناسبات، وان المنظوم من كلامه عليه السلام نفسه في غاية القلة، ولكن لا بمثابة أفرط بها بعض العامة. ________________________________________