[10] لا يستعجب الفطن الخبير المنصف من ذلك، مع انه لم يعرف - ولن يعرف أبدا - بعد القرآن الكريم نظير كلام أمير المؤمنين - عليه السلام - عزا عربيا سرمدا ومع ذلك يقع في معرض الانكار، ويكون هدفا للنقاش، ويقابل بالمكابرة والمجادلة، وكيف لا يتعجب اللبيب ولم يعهد - ولن يكن معهودا لاحد - بعد الفرقان المجيد مثيل نهج البلاغة أساسا أدبيا مخلدا قد تمثل بصورة الاعجاز، ومع الوصف يجهل قدره ؟ ! لا يقدره ذووه، ولا يصدقه أهلوه ؟ ! ! وكيف لا يعجب الحكيم - أو يلام على ذلك - ولم يشاهد - ولن يشاهد أبدا - بعد تنزيل العزيز الحميد، عديل نهج البلاغة بيانا جامعا للحقائق، وكاشفا عن الغرض من إيجاد العالم وتشريع القوانين الالهية، وبعث الانبياء والسفراء، ومحاسبة العباد في يوم المعاد، وهل يترقب مثله كلاما شارحا للاسلام ومزاياه الراقية ؟ ! وهل ينتظر شبهه بيانا سائقا إلى الايمان ودرجاته السامية، وثمراته الطيبة، وبركاته العظيمة، ولوازمه الرغيبة الحبيبة الحميدة ؟ ! أنى يترقب مثله وهو معجزة الخلافة ؟ ! أو أنى ينتظر شبهه وهو من أنوار الامامة ! ! ومن لوازم الوصاية والولاية كل ذلك مما خص الله تعالى بها وليه ووصي نبيه ميزة له عن المبطلين، ودلالة على أمامته، وحجة على خلافته، وتحفظا " على غرضه وحكمته، ولطفا على بريته وقطعا لمعاذير عباده، ليهلك من هلك عن بينة، ويحي من حي عن بينة (6). ________________________________________ (6) يا معشر المنكرين وياملا المعرضين عن سيد الوصيين، فإن كنتم في ريب مما وصفنا به كلام أمير المؤمنين، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم ائتوا صفا وائتوا من آثار أئمتكم السالفين، والحقوها بمسترقات أكابركم اللاحقين، فإن وجدتم فيها جميعا معشار ما في كلام امير المؤمنين (ع) من المزايا الرائقة، والنعوت الفائقة، فاستمروا في في امركم وبالغوا في إنكاركم فإن لم تفعلوا - ولن تفعلوا - فاتقوا النار التي أعدها الله تعالى للكافرين بآياته، والمحادين لاوليائه، والمنكرين لمزايا حججه وخصائص خلفائه، وآمنوا بالنور الذي وهب الله لوليه وخليفة نبيه، واجعلوه مع كلام الله الحميد المجيد معيار علمكم وعملكم في جميع المواضيع من الاعتقاديات والاخلاقيات والعمليات ________________________________________