[395] الأمة من هو أولى منه ؟ ولست أدري كيف كان علي أمير المؤمنين أحب الخلق إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وفي الأمة من هو خير منه، وقد صح عنه صلى الله عليه وآله وسلم قوله في حديث الطير المشوي الآتي ذكره إنشاء الله. اللهم ائتني بأحب خلقك إليك ليأكل معي. فأتاه علي عليه السلام وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعائشة: إن عليا أحب الرجال إلي وأكرمهم علي فاعرفي له حقه وأكرمي مثواه. وقوله: أحب الناس إلى من الرجال علي. وقوله: علي أحبهم إلي وأحبهم إلى الله ولا تنس ها هنا قول عايشة: والله ما رأيت أحدا أحب إلى رسول الله من علي. ولا قول بريدة وأبي: أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من النساء فاطمة ومن الرجال علي (1). ثم ما بال الصديقة فاطمة تموت وهي واجدة على أبي بكر وعمر وهما خيرا البشر ؟ ما بالها وندائها بعد في آذان الأمة المرحومة وهي باكية لاذت بقبر أبيها و تقول: يا أبت يا رسول الله ! ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ؟ ما بالها وقولها للخيرين: إني أشهد الله وملائكته إنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه ؟ وحديث أنينها بعد دائر سائر بين حملة التاريخ. ما بالها وهي توصي بأن تدفن ليلا ولا يصلي عليها أبو بكر، ولا يحضر الخيران تجهيزها وتشييعها ؟ وهذا النبأ العظيم بعد يدور في أندية الرجال. (2) نعم: السر في ذلك كله أن الصديقة كابن عمها أمير المؤمنين لا تعرف شيئا من. قول الزور، ولعل الواقف على الجزء السادس والسابع من هذا الكتاب يطل على كون الرجلين خير البشر بأقرب من هذا. ونحن على يقين من أن الباحث النابه الحر بعد الوقوف على ما في غضون الأجزاء ________________________________________ (1) راجع ما مر في ج 3: 21 - 23 ط 2. (2) راجع ما مر في ج 7: 227. [*] ________________________________________