[394] من أرجاسه المكفرة والنهي عن لعنه وذكره بالسؤ بأنه مسلم لم يثبت كفره وأنه إمام مجتهد (1). إلى مناصرات ومدافعات عن أمثال هؤلاء بشروى تلكم الكلم الفارغة، وأما سيدنا المفدى حبيب الله وحبيب رسوله فلسنا مغاليا إن قلنا: إن الأمة كانت مصرة على مقته، مجتمعة على قطيعة رحمه وإقصاء ولده إلا القليل ممن وفا لرعاية الحق فيه، فليت القوم أخذوا من بخاريهم وخطيبهم هذه الكلمة المعزوة إلى أمير المؤمينن " ما أنا إلا رجل من المسلمين " - وإن كانت مختلقة - وأجروا عليه حكمها. لكن. لكن... ثم كيف تعزى إليه سلام الله عليه هذه المفاضلة وقد جاء عن النبي الأقدس قوله لفاطمة الصديقة: زوجتك خير أمتي، أعلمهم علما، وأفضلهم حلما، وأولهم سلما ؟ مر في ج 3: 95 ط 2. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: علي خير من أتركه بعدي. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: خير رجالكم علي بن أبي طالب، وخير نسائكم فاطمة بنت محمد. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: علي خير البشر فمن أبى فقد كفر. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: من لم يقل علي خير الناس فقد كفر. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: لفاطمة سلام عليها: إن الله اطلع على أهل الأرض فاختار منه أباك فبعثه نبيا، ثم اطلع الثانية فاختار بعلك. وقوله لها: إن الله اختار من أهل الأرض رجلين أحدهما أبوك والآخر زوجك (2) وليت شعري كيف تصح عنه هذه المفاضلة وقد اتخذه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له نفسا كما جاء في الذكر الحكيم، وطهره الجليل بآية التطهير، وقرن بين ولايته وولاية رسوله وبين ولاية علي في نص الكتاب الكريم، وأنزله صلى الله عليه وآله وسلم من نفسه منزلة هارون من موسى، ولم يستثن لنفسه إلا النبوة، واتخذه صلى الله عليه وآله وسلم أخا لنفسه يوم المؤاخاة المبتنية على أساس المشاكلة في الملكات والنفسيات، فكيف تتم هذه كلها وفي ________________________________________ (1) تاريخ أين كثير 8: 223 ج 13: 9. (2) راجع ما مر في ج 3: 20 - 23 ط 2. [*] ________________________________________