[390] قوله: إنه خير البرية، وإنه خير البشر، وإنه خير من أتركه بعدي، وإنه خير الناس، وإنه خير الرجال، وإنه أحد الخيرتين (1) ومحمد بن الحنفية هو الذي كان ينشد شاعره كثير عزة بين يديه قوله: أنت ابن خير الناس من بعد النبي * يا بن علي سر ومن مثل علي ؟ (2) وأنى تصح نسبة هذه المزعمة إلى علي عليه السلام وقد جاء عنه من عدة طرق إنه قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مسنده إلى صدري فقال: أي علي ؟ ألم تسمع قوله الله تعالى " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات هم خير البرية " ؟ أنت وشيعتك. وورد عن جابر: إن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا إذا أقبل علي قالوا: قد جاء خير البرية. راجع ما أسلفناه في ج 2: 52. أخرجه مضافا إلى ما ذكرناه هنالك من المصادر ابن أبي حاتم في تفسيره، قال السيوطي في لئاليه 1: 12: التزم ابن أبي حاتم أن يخرج في تفسيره أصح ما ورد ولم يخرج حديثا موضوعا البتة. ه. ولو كان يرى أمير المؤمنين أن أبا بكر خير الناس فلماذا تقاعد عن بيعته إلى أن توفيت سيدة النساء فاطمة ؟ وكان له وجه عند الناس أيام حياتها كما أخرجه البخاري نفسه، وصافقه على ذلك بنو هاشم ومن وافقهم من غيرهم من وجوه الأمة وأعيان الصحابة، أو لم يكن فيهم من يعرف منزلة الصديق هذه ؟ وما بال علي أمير المؤمنين عليه السلام كان يحمل الصديقة الطاهرة على دابة ليلا في مجالس الأنصار تسألهم النصرة على خير البشر ؟ (3) ولماذا لم يكن في مقال الدعاة إلى أبي بكر أيضا يوم السقيفة و بعده ما يومي إلى أنه خير البشر ؟ بل كان رطب ألسنتهم: إنه السباق المسن وثاني اثنين إذ هما في الغار (4) مشفوعا كل ذلك بالإرهاب والترعيد. أفلم يدبروا القول، أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين ؟. هب أن الصحابة يوم ذاك ما كانوا يعرفون منزلة الرجل، فهلا نبههم عليه أمير المؤمنين وأمرهم باتباع خير الناس وفيهم من كان أطوع له من الظل لديه، فقم بذلك ________________________________________ (1) راجع ما مضى في الجزء الثاني ص 57، و ج 3: 22، 24 ط 2. (2) طبقات ابن سعد 5: 79. (3) الإمامة والسياسة 1: 12. (4) راجع الجزء السابع ص 91 ط 2. [*] ________________________________________