[389] وعلم أنه غيرهم، فلا يدلس ساحة الأمة بأمثال المذكورين، ولا يخاف عليه مما كان يخاف النبي الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم على أمته كما جاء عنه: أخاف على أمتي من بعدي ضلالة الأهواء، واتباع الشهوات، والغفلة بعد المعرفة. " أسد الغابة 1: 108 ". 3 - في كتاب المناقب من صحيح البخاري 5: 249 عن محمد بن الحنفية قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: أبو بكر. قلت: ثم من ؟ قال: ثم عمر. وخشيت أن يقول: ثم عثمان قلت: ثم أنت ؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين. وفي لفظ الخطيب في تاريخه 13: 432: قال قلت: يا أبت ! من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: يا بني أو ما تعلم ؟ قال: قلت: لا. قال: أبو بكر. قال: قلت: ثم من ؟ قال: يا بني ؟ أو ما تعلم ؟ قال: قلت: لا. قال ثم عمر. قال: ثم بدرته فقلت: يا أبت ! ثم أنت الثالث. قال: فقال لي: يا بني أبوك رجل من المسلمين له ما لهم و عليه ما عليهم. قال الأميني: ليست هذه أول سقطة من سقطات البخاري، ومن عرف معتقد أمير المؤمنين علي عليه السلام في الذين تقدموه وما استمر عليه دؤبه من التصريح بذلك المعتقد تارة والتلويح إليه أخرى لا يشك في أن ما عزي إليه بهتان عظيم. وليس ابن الحنفية ذلك الذي لا يعرف أباه ولا نظريته في القوم بعد اللتيا والتي حتى يسأله عن أولئك الرجال ثم يخاف عن أن يقول في المرة الثالثة عثمان وهو يعرفه بعجره وبجره لا محالة، ويعلم أنه هو أحد الثلاثين من بني أبي العاص الذين صح فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا جعلوا مال الله دولا، وعباده خولا، ودينه دخلا (1) لماذا كتم أمير المؤمنين عليه السلام من ابن الحنفية رأيه هذا يوم مقتل عثمان لما أراد الإمام عليه السلام أن يأتي الرجل وينصره فأخذ ابن الحنفية بضبعيه أو بكفيه أو بحقويه يمنعه من ذلك (2) حاشا ابن الحنفية من الجهل بما جاء في أبيه الطاهر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ________________________________________ (1) راجع ما مر في الجزء الثامن ص 250، 251، 305 ط 2 (2) الأنساب 5: 94. [*] ________________________________________