[5] كل الفضائل عندهم مهجورة * والحر فيهم كالسماح غريب وكمال الدين الشرف أبو الحسن (1) محمد بن أبي القاسم الحسن المذكور ولاه الشريف علم الهدى [المترجم في شعراء القرن الخامس] نقابة الكوفة وإمارة الحاج فحج بالناس مرارا وتوفي سنة 415 كما في كتب التاريخ (2) ورثاه الشريف المرتضى بقوله: (3) عرفت ويا ليتني ما عرفت * فمر الحياة لمن قد عرف فها أنا ذا طول هذا الزمان * بين الجوى تارة والأسف فمن راحل لا إياب له * وماض وليس له من خلف فلا الدهر يمتعني بالمقيم * ولا هو يرجع لي من سلف أروني إن كنتم تقدرون * من ليس يكرع كأس التلف ؟ 5 ومن ليس رهنا لداعي الحمام * إذا ما دعا باسمه أو هتف ؟ وما الدهر إلا الغرور الخدوع * فماذا الغرام به والكلف ؟ وما هو إلا كلمح البروق * وإلا هبوب خريف عصف ولم أر يوما وإن ساءني * كيوم حمام " كمال الشرف " كأني بعد فراق له * وقطع لأسباب تلك الألف 10 أخو سفر شاسع ما له * من الزاد إلا بقايا لطف وعوضني بالرقاد السهاد * وأبدلني بالضياء السرف فراق وما بعده ملتقى * وصد وليس له منعطف وعاتبت فيك صروف الزمان * ومن عاتب الدهر لم ينتصف وقد خطف الموت كل الرجال * ومثلك من بيننا ما خطف 15 وما كنت إلا أبي الجنان * على الضيم محتميا بالأنف ________________________________________ (1) كناه العلم الحجة السيد ابن طاووس في كتاب " اليقين " بأبي يعلى. (2) منتظم ابن الجوزي 8 ص 19، كامل ابن الأثير 9 ص 127، تاريخ ابن كثير 12 ص 18، مجالس المؤمنين ص 211. (3) توجد القصيدة في ديوان الشريف المرتضى المخطوط. وذكر منها أبياتا ابن الجوزي في المنتظم 8 ص 20. ________________________________________