[4] الجزء الرابع بقية شعراء الغدير في القرن الرابع وشعراءه في القرن الخامس شطر من السادس وهم واحد وثلثون شاعرا والله المستعان ________________________________________ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على ما عرفنا من نفسه، وألهمنا من شكره، وفتح لنا من أبواب العلم بربوبيته، ودلنا عليه من الاخلاص في توحيده، وجنبنا من الالحاد والنفاق والشقاق والشك في أمره، ومن علينا بسيد رسله صلى الله عليه وآله، و أكرمنا بالثقلين خليفتي نبيه: كتاب الله العزيز. والعترة الطاهرة سلام الله عليهم، وأسعد حظنا بتواصل أشواطنا في السعي وراء صالح المجتمع، ووفقنا للسير في سبيل الخدمة للملأ وفي مقدمهم رواد العلم والفضيلة، وأثبت أقدامنا في جدد الحق والحقيقة، وتعالى في تلك الجدة جدنا، وتوالت بسعد الجد صحائف أعمالنا وآثار يراعنا، ونحن نستثبت في الأمر ولا نتفوه إلا بثبت، والله ولي التوفيق، وهو نعم المولى ونعم النصير. عبد الحسين أحمد الأميني ________________________________________ بقية شعراء الغدير في القرن الرابع (22) أبو الفتح كشاجم المتوفى 360 له شغل عن سؤال الطلل * أقام الخليط به ؟ أم رحل ؟ فما ضمنته لحاظ الظبا * تطالعه من سجوف الكلل ولا تستفز حجاه الخدود * بمصفرة واحمرار الخجل كفاه كفاه فلا تعذلاه * كر الجديدين كر العذل طوى الغي مشتعلا في ذراه * فتطفى الصبابة لما اشتغل له في البكاء على الطاهرين * مندوحة عن بكاء الغزل فكم فيهم من هلال هوى * قبيل التمام وبدر أفل هم حجج الله في خلقه * ويوم المعاد على من خذل ومن أنزل الله تفضيلهم * فرد على الله ما قد نزل فجدهم خاتم الأنبياء * ويعرف ذاك جميع الملل ووالدهم سيد الأوصياء * ومعطي الفقير ومردي البطل ومن علم السمر طعن الحلي * لدى الروع والبيض ضرب القلل ولو زالت الأرض يوم الهياج * من تحت أخمصه (1) لم يزل ومن صد عن وجه دنياهم * وقد لبست حليها والحلل وكان إذا ما أضيفوا إليه * فأرفعهم رتبة في المثل سماء أضيف إليها الحضيض * وبحر قرنت إليه الوشل (2) ________________________________________ (1) أخمص القدم: ما لا يصيب الأرض من باطنها، ويراد به القدم كلها. (2) الوشل كما مر: الماء القليل يتحلب من صخر أو جبل. ________________________________________ بجود تعلم منه السحاب * وحلم تولد منه الجبل وكم شبهة بهداه جلا * وكم خطة بحجاه فصل وكم أطفأ الله نار الضلال * به وهي ترمي الهدى بالشعل ومن رد خالقنا شمسه * عليه وقد جنحت للطفل (1) ولو لم تعد كان في رأيه * وفي وجهه من سناها بدل ومن ضرب الناس بالمرهفات * على الدين ضرب عراب الإبل وقد علموا أن يوم الغدير * بغدرهم جر يوم الجمل فيا معشر الظالمين الذين * أذاقوا النبي مضيض الثكل إلى أن قال: يخالفكم فيه نص الكتاب * وما نص في ذاك خير الرسل نبذتم وصيته بالعراء * وقلتم عليه الذي لم يقل إلى آخر قصيدته الموجودة في نسخ ديوانه المخطوط 47 بيتا وقد أسقط ناشر ديوانه من القصيدة ما يخالف مذهبه وليست هذه بأول يد حرفت الكلم عن مواضعها. * (الشاعر) * أبو الفتح محمود بن محمد بن الحسين بن سندي بن شاهك الرملي (2) المعروف بكشاجم. هو نابغة من رجالات الأمة، وفذ من أفذاذها، وأوحدي من نياقدها، كان لا يجارى ولا يبارى، ولا يساجل ولا يناضل، فكان شاعرا كاتبا متكلما منجما منطقيا محدثا، ومن نطس الأواسي محققا مدققا مجادلا جوادا. فهو جماع الفضايل وإنما لقب نفسه بكشاجم إشارة بكل حرف منها إلى علم فبالكاف إلى أنه كاتب، وبالشين إلى أنه شاعر، وبالألف إلى أدبه أو إنشاده، و بالجيم إلى نبوغه في الجدل أو جوده، وبالميم إلى أنه متكلم أو منطقي أو منجم، و لما ولع في الطلب وبرع فيه زاد على ذلك حرف الطاء فقيل: طكشاجم. إلا أنه ________________________________________ (1) طفلت الشمس: دنت للغروب. مر حديث رد الشمس في الجزء الثالث 126 - 141. (2) نسبة إلى الرملة من أرباض فلسطين. ________________________________________