[21] المضي في البحث ويشجعني على اخراجه للناس. وان كان فيه صعوبة اخرى قد تقحمتها وجب الي عبؤها الثقيل. وبعد التفكير والمحاولات مدة طويلة هديت إلى شئ واحد بالاخير ارجوا ان ابتعد بسببه عن تأثير العواطف ولعبها بالعقول واقترب من الحق والصدق، هو ان اكثر من مراجعاتي لمؤلفات من اخالفه في الرأي من ناحية مذهبية، بل اجعلها هي المصدر في البحث وظني ان بهذا سيحصل التفاعل من الجانبين: عقيدتي وهذه المصادر، لينتج ما قد يسمونه (الوسط في الرأي) أو تكون الحقيقة قد اهتديت إليها بهذه الحيلة، إن طاوعتني. وقد اخذت على نفسي في هذا الكتاب ان اسجل خلاصة مطالعاتي ومحاكماتي التاريخية، بعد ان سبرت كثيرا من المصادر القديمة التي اشرت إليها آنفا، فإذا كنت اذكر حديثا أو حادثا تأريخيا توافرت المصادر على ذكره وتوقيقه، فاني لا اذكر معه تلك المصادر توفيرا على القارئ خشية إعناته بدون جدوى، الا بعض الاحاديث التي ينفرد بها مصدر أو مصدران، فاني اضطر اضطرارا إلى ذكر المصدر في التعليقة تنويرا لذهن القارئ غير المتتبع. وكل جهدي ان اضع بين يدي القراء صورة مصغرة مما اهتديت إليه من افكار، ارجو ان تكون خالصة من تأثير ________________________________________