[201] بالشجرة... " و " افسدت علينا... " لا معنى لان يقال فيه انه يدل دلالة صريحة على نفي الحديث، لانه لادلالة لفظية فيه على ذلك، وأقصى ما يمكن ادعاؤه انهما يدلان بالدلالة العقلية على نفيه باعتبار انه ترك الاستدلال بحديث الغدير في موقع كان الاولى أن يستدل به، فعدوله عند دليل على عدم ثبوته وإلا لاستدل به. وهذه الدلالة لا تسمى دلالة صريحة. ونحن ننكر عليك حتى هذه الدلالة العقلية لانه لم يكن في موقع الاستدلال بحديث الغدير حتى يكون تركه دليلا على عدم ثبوته في القول الاول، لانه جاء احتجاجا على من احتج باستحقاق الخلافة بالقرابة من الرسول فقال لهم: إذا كان ذلك سببا للاستحقاق فمن كان اكثر قرابة وأقرب فهو أولى بالاستحقاق. والتشبيه بالشجرة والثمرة من التشبيهات البديعة في الباب فانه لبيان أولوية الاستحقاق للاقرب لانه هو الثمرة التي هي أولى من أصل الشجرة بالاستفادة منها بل الثمرة هي الغاية المقصودة من الشجرة. وليس هذا موردا لذكر النص لانه من باب النقض على المستدل بحجته. وأما القول الثاني فعلى تقدير صحة نقله فان قوله: لم ترع لنا حقا " كلام عام يجوز ان يراد به النص ويجوز ان يراد مطلق الحق الذي صورته في كلامك. وهذا التصوير الذي ذكرته وأطنبت فيه ليس في كلام الامام دلالة عليه وإنما هو من اجتهاد الكاتب حينما تخيل ان الامام لا نص عليه فلا بد أن تكون احتجاجاته وشكواه ناشئة من اعتقاده بالاحقية. ________________________________________