[181] ليناهض بهم القوم ومرة يرى وجوب نصرهم ويحشرهم مع أهل الاسلام، أو تراه لو وجد أربعين ذوي عزم ثم ناهض بهم القوم أما كان ذلك هدما للاسلام أو ثلما له، إذ من كان يضمن النصر له فالامة مجمعة على ان جيش يزيد كان مبطلا وكان جيش الحسين محقا ومع ذلك جاء الباطل وزهق الحق. وإذا صح أن مالكا بن نويرة قد رفض بيعة أبي بكر لانه لم يرى البيعة إلا لعلي أما تكون الحجة قد قامت بوجود الناصر فلا شك ان مالكا كان من ذوي العزم الذين كان الامام يود وجودهم. ثم كيف يتفق قوله: " فخشيت إن لم أنصر الاسلام وأهله أن ارى فيه ثلما أو هدما "، مع ما ذهب إليه المؤلف الفاضل من تقاعسه عن نصرة الخلفاء وعدم التعاون معهم إلا بمقدار، فان كل معاونة باليد أو باللسام نصر للاسلام وأهله وأي تباطؤ عن ذلك ثلم له. فلو علم الامام عليه السلام ان الاسلام يعز بالعمل الفلاني أو القول الفلاني ثم احجم عن الفعل أو القول لكان خاذلا للاسلام ولاهله. ولم أر في عيوب الناس عيبا * كعيب القادرين على التمام لذلك فأنا أشك في صحة نسبة الاقوال المذكورة للامام فأبو الحسن أجل في نفسي من ذلك ليس هو دون خالد بن الوليد حين ________________________________________