[8] في شئ من ذلك فدان بما رأى انه الحق فانه مأجور على كل حال ان اصاب فأجران وان اخطأ فأجر واحد (قال): هذا قول ابن ابي ليلى وابي حنيفة والشافعي وسفيان الثوري وداود بن علي وهو قول كل من عرفنا له قولا في هذه المسألة من الصحابة لا نعلم منهم خلافا في ذلك اصلا إلى آخر كلامه. والذين صرحوا بهذا ونحوه من اعلام الامة كثيرون فلا وجه اذن لهذه المشاغبات والله عزوجل يقول: (انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) ورسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ذمة المسلمين واحدة يسعى بها ادناهم. وهم يد على سواهم، فمن اخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين. كنت ارى ان الاقتصار على هذا المقدار في جواب مسائل موسى جار الله اولى من الاستقصاء في ردها، والامعان في مناقشته عليها، فان هذا اقرب إلى السلام، وابقى للوئام ولكنني رأيته يلح في تفصيل الجواب، حتى طرق في ذلك كل باب (1) فلم يبق بد من اجابته، ولا سيما بعد ان كلفني ________________________________________ (1) إذ رفع مسائله هذه إلى علمائنا الاعلام في ايران، وفي البصرة ________________________________________