[449] اضطربا شديدا حتى لم يتمالك موسى نفسه وبكى بكاء شديدا فقال الله تعالى: يا بن عمران تجيئ عندي فما سبب بكائك واضطرابك ؟ فقال: يا رب جزعى واضطرابي لاجل أطفالي فأتى رحيم بهم، فقال الله تعالى: اضرب بعصاك البحر فضرب فانفلق فظهر حجر عظيم ابيض فقال الله: اضرب بعصاك الحجر فضرب فانفلق فظهر حجر عظيم ابيض فقال الله: اضرب بعصاك الحجر فضرب فانفلق فخرج دود ضعيف كان في فمه ورق اخضر يأكله فقال الله: يا موسى انى ارزق هذا الدود الضعيف المستور في جوف الحجر الكائن في وسط البحر فهل انسى اطفالك فطب نفسا فأنى احفظهم حفظا حسنا فقال موسى " ع " لملك المت: امض لما امرت فقبض روحه الطيبة. أقول: ان موسى " ع " لما تصرمت ايامه ودنى اجله كان يبكى لاهله ولعياله ولاطفاله رأقم بهم وشفقة عليهم خوفا من أن يضيعوا، ليت شعرى ما حال سيدنا الحسين " ع " ساعة عزم على لقاء القوم بنفسه نظر إلى عياله واطفاله وإذا هم بلا كفيل ولا راع ولا محامي، وقد احاط بهم العدو وهو يعلم ما يجرى عليهم من السبى والاسر أقبل ليودعهم وقف ونادى يا زينب. الخاتمة وفيه عن كتاب (زهرة الرياض) إذا فارقت الروح من البدن نودى بثلاث صيحات يابن آدم تركت الدنيا ام الدنيا تركتك اجتمعت الدنيا ام الدنيا اجتمعك قتلت الدنيا ام الدنيا قتلتك ؟ وإذا وضع على المغتسل نودى بثلاث: اين بدنك القوى ما اضعقك ؟ واين لسانك الفصيح ما اسكتك ؟ واين احياؤك ما اوحشك ؟ وإذا لف في الكفن نودى بثلاث: تذهب الى سفر بغير زاد، وتخرج من منزلك فلا ترجع ابدا، وتصير الى بيت ما اهواله وإذا حمل على اجنازة نودى بثلاث طوبى لك ان كنت تائبا، وطوبى لك ان كنت تائبا، طوبى لك ان كنت تائبا، طوبى لك ان صحبك رضوان الله، الويل لك ان صحبك سخط الله، وإذا وضعت الجنازة على شفير القبر نودى بثلاث يابن آدم ما نزودت من العمر ان لهذا الخراب، وما حملت من الغى لهذا الفقر، وما حملت من النور لهذه الظلمة. وإذا وضع في اللحد نودى بثلاث يابن آدم كنت على ظهرى فرحا وصرت في بطني حزينا وكنت على ظهرى ضاحكا فصرت في بطني باكيا وكنت على ظهرى ناطقا وصورت في بطني ساكتا، وإذا ادبر الناس عنه يقول الله: عبدى بقيت وحيدا فريدا ________________________________________