[448] الدفن، وكان على جبل قريب من الموضح زاهد مشهور فرأوه كالمنتظر للجنازة فقصد ليصلى على الجنازة، وقف ونادى أيها الناس الصلاة، فانشتر الخبر في البلدان فلان الزاهد نزل يصلى على فلان، فخرج اهل البلد فصلوا معه على الجنازة وتعجب الناس من صلاة الزاهد، فقيل له في ذلك ؟ فقال: رأيت في المنام ان انزل في منزل الفلاني ترى فيه جنازة ليس معها أحد إلا إمرأة فصل عليه فانه مغفور له، فتعجب الناس من ذلك فاستدعى الزاهد امرأة الميت وسألها عن حاله فقالت: كان طول نهاره مشغولا بشرب الخمر فقال لها: هل تعرفين له شيئا من اعمال الخير ؟ قالت: نعم ثلاثة، الاول: انه إذا افاق من سكره في اثناء الليل يبكى ويقول: يا رب أي زاوية من زوايا جهنم تريد ان تملاها بهذا الخبيث، الثاني، إذا اصبح كل يوم ويفيق من سكره فيبدل ثيابه ويغتسل ويتوضأ ويصلى الصبح، الثالث انه كان لا يخلو بيته من يتيم أو يتيمين وكان احسانه إليهم اكثر من احسانه الى اولاده فبهذه الثلاثة غفر الله له، وامر العابد ان يصلى عليه فوقف العباد ونادى في الناس الصلاة، انتشر الخبر فحضر الناس وصلوا عليه ودفنوه. يا للمسلمين اما حصل الغريب اما لغريب كربلا احد ينادي الصلاة مات الغريب وهو إذ ذاك سيد الخلق واشرفهم واتقى الله، وهو أبو الارامل واليتامى بقى ثلاثة ايام بلا غسل ولا كفن ولادفن. بأبى القتيل وغسله علق الدما * وعليه من ارج الثنا كافور مقدمة وفيه عن كتاب (فتوحات القدس) ان موسى " ع ": رأى يوما ملك الموت فقال له جئت لزيارتي ام لقبض روحي ؟ فقال: لقبض روحك فقال موسى: امهلني حتى اذهب واودع اهلي وعيالي فقال: لست مأمورا بالتأخير فقال: آمهلنى حتى اسجد الله فامهله فسجد فقال في سجوده: إلهى ومعبودي قل لملك الموت ان يمهلني حتى اودع اهلي وعيالي واقربائي فأمر الله ملك الموت أن يمهله فجاء موسى الى امه فقال: يا اماه ان في قدامى سفرا بعيدا اجعليني من حقوقك في حل فقالت: أي سفر هذا ؟ فقال: سفر الاخرة فبكث امه وودعته، فجاء موسى " ع " عند عياله واطفاله وودع كلا منهم وكان له طفل صغير وكان يحبه حبا شديدا رأى الطفل وداع ابيه اخذ بطرف ثوبه يبكى واضطرب ________________________________________