[439] فقالت: جئتني زائرا أم قابضا ؟ قال: بل جئتك قابضا فبكت وقالت: امهلني حتى يجئ ولدي عيسى فقال: لم أومر بذلك فقبض روحها، ولما جاءها عيسى (ع) وعلم بموتها بكى وهبط من الجبل إلى قرية من قرى بني إسرائيل فنادى بصوت حزين السلام عليكم، وأضاء وجهه لهم، قالوا له: من أنت ؟ قال: أنا روح الله عيسى بن مريم أن أمي ماتت غريبة فاعينوني على غسلها وكفنها ودفنها فقالوا: يا روح الله ان هذا الجبل كثير الافاعى والحيات لم يسلكه اباؤنا واجدادنها منذ ثلاثمائة سنة، فهذا الحنوط والكفن فسر، فتولى عيسى " ع " غسلها فردا فرآى جبرئيل وميكائيل، وهبطت الحور العين فتولوا أمرها، فلما كفنها عيسى رمى بنفسه عليها وهو يبكى حتى بكى الملائكة من بكائه فجاء جبرئيل ورفعه، بكى الملائكة من بكاء عيسى واعظم من ذلك على الملائكة يوم أقبل الحسنان ووقعا على صدر أمهما وهما يناديان، يا أم الحسن ويا أم الحسين إذا لقيت جدنا رسول الله فاقرئيه السلام، الخ. مقدمة (في الكافي) عن أبى حمزة الثمالى قال: سمعت ابا جعفر " ع " يقول: قال رسول الله (ص): من سر مؤمنا فقد سرنى، ومن سرنى فقد سر الله تعالى. وفيه عن الصادق " ع " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من احب الاعمال الى الله عزوجل ادخال السرور على المؤمنين، اشباع جوعته أو تنفيس كربته، أو قضاء دينه وفيه عنه أوحى الله الى داود ان العبد من عبادي أتينى بالحسنة فأبيحه جنتي، وقال داود: يا رب وما تلك الحسنة ؟ قال: يدخل على عبدى المؤمن سرورا ولو بتمرة قال داود: يا رب حق لمن عرفك ان لا يقطع رجاءه منك. وفيه عنه " ع ": إذا خرج المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه امامه كلما رأى المؤمن هولا من اهوال يوم القيامة قال له المثال: لا تفزع ولا تحزن، وابشر بالسرور والكرامة من الله عزوجل حتى يقف بين يدى الله عزوجل فتحاسبه حسابا يسيرا ويأمر به الى الجنة والمثال امامه فيقول له المؤمن: رحمك الله نعم الخارج خرجت معى من قبري وما زلت تبشرني بالسرور والكرامة حتى رأيت ذلك فيقول فمن انت ؟ فيقول انا السرور الذى ادخلته على اخيك المؤمن في الدنيا خلقني الله عزوجل منه لابشرك، بيان ________________________________________