[231] أصابعهم في آذانهم وهربوا فإذا فرغ من ذلك جاؤا فأستمعوا، وكان أبو جهل يقول: إن ابن أبي كبشة ليردد إسم ربه إنه ليحبه قال الصادق (ع): صدق وأن كان كذوبا فأنزل الله (وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا) وهو بسم الله الرحمن الرحيم دخل النبي الكعبة وأفتتح الصلاة فقال أبو جهل: من يقوم الى هذا الرجل فيفسد عليه صلاته ؟ فقام ابن الزبعري وتناول فرئا ودما والقى ذلك عليه فجاء أبو طالب وقد سل سيفه، فلما رأوه جعلوا ينهضون وينهزمون فقال: والله لئن قام أحد طلبته بسيفي ثم قال: يا بن أخي من القى ذلك عليك قال: هذا عبد الله فأخذ أبو طالب الفرث والدم والقى عليه وأقبل حمزة متوشحا بقوسع راجعا من قنص له فوجد النبي (ص) في دار اخته واخته تبكي فقال: ما شأنك ؟ قالت: ذل الحمى يا أبا عمارة لو لقيت ما لقى ابن أخيك محمد آنفا من أبي الحكم ابن هشام وجده ها هنا جالسا فآذاه وسبه وبلغ منه ما يكره فانصرف حمزة مغضبا ودخل المسجد والقى أبا الحكم يعني أبا جهل وضربه وشج رأسه شجة منكرة فهم اقرباؤه بضربه فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة لكيلا يسلم ثم عاد حمزة الى النبي (ص) وقال: عز بما صنع بك وجلس الحيسن عند ابن أخيه القاسم وقال: يا ابن أخي يعز على عمك الخ. قال طارق المحاربي رأيت النبي (ص) في سويقة ذي المجاز عليه حلة حمراء وهو يقول: يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا وأبو لهب يتبعه ويرميه بالحجارة وقد أدمى كعبه وعرقوبيه وهو يقول: يا أيها الناس لا تطيعوه فانه كذاب وكان يطوف بالكعبة فشتمه عقبة بن أبي معيط والقى عمامته في عنقه وجروه من المسجد فأخذوه من يدوه وشتمه أبو جهل يوما وشج رأسه. ولما توفي أبو طالب أشتد البلاء على رسول الله (ص) فعمد لثقيف بالطائف رجاء أن يؤوه فوجد ثلاثة نفر وهم أخوة بنو عمر واسمائهم عبد يا ليل ومسعود وحبيب فعرض عليهم نفسه فقال عليهم: إني أسرق ثياب الكعبة إن كان الله بعثك بشئ قط فقال الاخر: أعجز الله أن يرسل غيرك وتكلم الاخر بمثل ذلك ونهزوا به وأفشوا في قومهم فقعدوا له صفين على طريقه، فلما مر رسول الله (ص) بين صفيهم جعلوا لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة حتى أدموا رجليه فخلص نفسه منهم ورجلاه تسيلان دما فجاء الى حائط من حيطانهم فأستظل في ظل نخلة منه وهو مكروب موجع ________________________________________