[193] المجلس الثالث والستون في الامالي جاء جبرئيل الى رسول الله (ص) بدابة دون بغل وفوق الحمار رجلاها أطول من يديها خطوها مد البصر فلما أراد النبي أن يركب أمتنعت فقال جبرئيل: إنه محمد فتواضعت حتى لصقت بالارض قال: فركب فكلما هبطت أرتفعت يداها وقصرت رجلاها، وإذا صعدت أرتفعت رجلاها وقصرت يداها فمرت به في ظلمة الليل على عير محملة، فنفرت العير من دفيف البراق فنادى رجل في آخر العير غلاما له في أول العير يا فلان إن الابل قد نفرت وإن فلانة القت حملها وأنكسرت يدها فكانت العير لابي سفيان قال: ثم مضى حتى إذا كان ببطن البلقاء قال يا جبرئيل: قد عطشت فتناول جبرئيل قصعة فيها ماء فتناوله فشرب ثم مضى فمر على قوم معلقين بعراقيبهم بكلاليب من نار فقال: ما هؤلاء يا جبرئيل ؟ فقال: هؤلاء الذين أغناهم الله بالحلال فيتبعون الحرام قال: ثم مر على قوم تخاط جلودهم بمخايط من نار فقال: ما هؤلاء يا جبرئيل فقال: هؤلاء الذين يأخذون عذرة النساء بغير حل ثم مضى فمر على رجل يرفع حزمة من حطب كلما لم يستطع أن يرفعها زاد عليها فقال: من هذا يا جبرئيل قال: هذا صاحب الدين يريد أن يقضي فإذا لم يستطع زاد عليه. وعثرنا على رواية إخرى في البحار فأحببنا أيرادها قال (ص): مررت بقوم بين أيديهم موائد فيها لحم طيب ولحم خبيث وهم يأكلون لحم الخبيث فسألت جبرئيل عنهم فقال: هؤلاء يغضون أبصارهم عن الحلال، ويأكلون الحرام، ومررت بقوم لهم مشافر كمشافر الابل يقرض اللحم من جنوبهم ويلقى في أفواههم فسألت جبرئيل فقال هؤلاء الفتانون والنمامون الهمازون واللمازون (ويل لكل همزة لمزة) ومررت بقوم يرضخ رؤسهم بالصخرة فسألت عنهم فقال: هؤلاء الذين ناموا عن صلاة العشاء، ومررت بقوم تقذف النار من أفواههم وتخرج من دبرهم فسألت جبرئيل عنهم فقال: هم الذين يأكلون أموال اليتامى إنما يأكلون في بطونهم نارا، ومررت بقوم لم يقدروا على القيام من عظم بطنهم ويقولون ربنا متى تقم الساعة فسألت عنهم فقال: هؤلاء أكلة الربوا ________________________________________