[ 8 ] الله عليه واله وسلم ولم يترك الامر مطلقا غير مبين التفصيل !. ثم إن هذة العملية دليل على فضل علي عليه السلام، حيث أنه كان عالما بتفاصيل الاحكام الشرعية، فأظهر الاشتراط، وأخبر به قبل أن يخبره النبي صلى الله عليه واله وسلم، ليكشف بذلك عن فضله وعلمه. واعلن علي عليه السلام عن ذلك، بلسان السؤال عن النبي صلى الله عليه واله، لانه اكثر توغلا في الادب، ولئلا يسئ الادب مع النبي صلى الله عليه واله. ثم إن عليا عليه السلام لو لم يعلن عن هذا التفصيل، الذي أعلنه بلسان السؤال، وكان يعمل طبقا لما عرفه من الحكم بالتفصيل، لو لم يفعل ذلك لاتهمه المغرضون بمخالفة النبي صلى الله عليه واله وسلم، حيث لم ينفذ أمره بقتل القبطي مطلقا. فكان في إطلاق النبي صلى الله عليه واله، وسؤال علي عليه السلام و كشفه عما تضمنه الكلام من الاحكام والتي استنبطها الامام عليه السلام من الفوائد في فضلهما وعصمتهما ونطقهما بالحق، ما بيناه وأوضحناه. الوجه الثاني في توجيه الحديث: أن يكون القبطي مهدور الدم، لدخوله بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغير إذن، وعلى غير إخبار منه له. ولم يكن الامر كذلك لعلي عليه السلام، فلذلك سال عن التفصيل. الوجه الثالث: أن يكون حكم قتل القبطي مفوضا إلى النبي صلى الله عليه وآله مطلقا، ففوضه إلى علي عليه السلام مشروطا. وهذا يدل على مشاكلة الامام عليه السلام للنبي صلى الله عليه وآله في ________________________________________