[ 30 ] هذا... ويبدو أن الشك في شان مارية قد استمر إلى حين وفاة ولده ابراهيم، وأنه قد كان ثمة من يصر على الاتهام ولو باخفاء لها ولعها عائشة التى يقول عنها المعتزلي: أنها أظهرت كآبة، وابطنت شماتة.. كان يهمها هذا الامر.. ولذا نجد النبي (ص) حتى حين. موت ولده ابراهيم يؤكده. على أن ابراهيم هو ولده فقد روى في صحيح مسلم: "... لما توفي ابراهيم قال رسول الله (ص): إن ابراهيم إبني وانه مات في الثدى، وان له لظئرين تكملان رضاعه في الجنة.. " (1). فليس لقوله (ص): " إن ابراهيم ابني "، أي معنى إلا أنه أراد أن يقوم بمحاولة أخيرة. لدفع كيد الآفكين، وشك الشاكين.. كلام السيد المرتضى واشكل السيد المرتضى على الرواية الاخيرة من روايات الافك على مارية: بأنه كيف جاز لرسول الله (ص) الامر بقتل رجل على التهمة بغير بينة، ولا ما يجري مجراها ؟ وأجاب: بأن من الجائز أن يكون القبطي معاهدا، وأن النبي كان قد نهاه عن الدخول، إلى مارية فخالف وأقام على ذلك. وهذا نقض للعهد، وناقض العهد من أهل الكفر مؤذن بالمحاربة. والمؤذن بها مستحق للقتل. وإنما جاز منه (ص) أن يخير بين قتله والكف عنه وتفويض ذلك إلى علي (ع). لان قتله لم يكن من الحدود والحقوق، التي لا يجوز العفو عنها ؟ ________________________________________ (1) صحيح مسلم ط مشكول ج 7 ص 77، وفتح الباري ج 3 ص 140، وتاريخ الخميس ج 2 ص 146. ________________________________________