[ 28 ] دور عمر في قضية مارية تبرئة أو اتهاما، ولقد احتمل بعض العلماء: أن عمر أيضا قد شارك في إثارة الشبهات حول مارية بالاضافة إلى حفصة وعائشة... ومستنده في ذلك ما رواه الطبراني وغيره: في رواية تضمنت أن عمر هو الذي برأ مارية وأنه لما رجع إلى الرسول، قال له الرسول (ص): " ألا أخبرك يا عمر: إن جبرئيل أتاني فاخبرني: أن الله عز وجل، قد برأ مارية وقريبها مما وقع في نفسي، وبشرني: أن في بطنها. مني غلاما، وأنه أشبه الخلق بي، وأمرني أن أسميه ابراهيم... " (1) فقد احتمل، المظفر اشنادا إلى هذه الرواية أن لعمر بن الخطاب شأنا في إتهام مارية. وإلا.. فلماذا يخصه الرسول (ص) بهذه المقالة (2). ولكننا بدورنا نقول: إن هذه الرواية محل إشكال. لان الروايات متضافرة على أن برائة، مارية كانت على يد علي عليه السلام... وهذه تقول: بل كانت على يد عمر. وأجاب العسقلاني ذلك باحتمال: أن يكون رسول الله (ص) قد أرسل عمر أولا "، فابطأ في العود، لانه لما رآه. ممسوحا اطمأن وتشاغل ________________________________________ (1) دلائل الصدق ج 3 قسم 2 ص 26 عن كنز العمال ج 6 ص 118، والرواية موجودة في مجمع الزوائد ج 9 ص 162، والسيرة الحلبية ج 3 ص 312، والاصابة ج 3 ص 335 عن ابن عبد الحكم 3 في فتوح مصر... (2) دلائل الصدق ج 3 قسم 2 ص 26. ________________________________________