[ 5 ] وقالوا عليهم السلام: اجتنب الدواء ما احتمل بدنك الداء، فإذا لم يحتمل الداء فالدواء. فهذه اضمامة من بعض ما ورد عنهم عليهم السلام فيما يتعلق بالطب، وانها لتجمع الاصول العامة والاسس التي يقوم عليها حفظ الصحة. فالتحذير من النهمة التي هي اساس الداء، والاقتصاد في المطعم بحدود استقامة البدن واحتياجه، والالتزام بالراحة والهدوء بعد الابتلاء بالمرض، والحمية واعطاء البدن عادته، والتحذير من استعمال الدواء بدون حاجة، وعندها باكثر من الواجب وبيان طبائع البدن وعناصره المقومة، بل وحتى الاشارة الى الطب الرياضي أو فقل التنفس الصناعي وغير ذلك هي نصائح طبية عامة يمكن الجزم بانها لا تخص فردا دون آخر، أو بلدا دون بلد، أو عصرا دون عصر آخر. وهناك مستحضرات طبية ووصفات علاجية بنسب معينة وكيفيات خاصة اشتمل عليها الطب المروي عنهم (ع) في كتابنا هذا وغيره يمكن القول بانها ربما كانت مختصة باحوال خاصة وملاحظة حال المريض وطقس بلده والتربة التي يعيش فيها إذ يمكن ان تكون الاجابة صدرت من أحدهم (ع) على سؤال المريض وعلاجه بملاحظة ما قلناه. وهو أمر حري بالاعتبار، فان اختلاف الطقوس باختلاف البلدان والفصول يستدعي اختصاص العلاج ببعض المرضى دون بعض، فالدواء المستحضر للبلاد الحارة مثلا لا يصح استعماله بنفس النسبة والكيفية في البلاد الباردة، وبالعكس. إذن فما يرى من تفاوت بعض الوصفات العلاجية أو التي لا يعرف وجهها يمكن ان تكون من هذا القبيل، وقد نص الاعلام من مشايخنا القدماء والمتأخرين على ذلك، والى القارئ بعض بيانهم في المقام. قال الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه (ره) المتوفى سنة 381 ه‍ اعتقادنا في الاخبار الواردة في الطب انها على وجوه: ________________________________________