[ 40 ] خلفي وخلف وصيي، حمائل سيوفهم المسك (1) فقالوا: يا رسول الله ومن وصيك ؟ فقال: هو الذي أمركم الله بالاعتصام به فقال عزوجل: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " (2) فقالوا: يا رسول الله بين لنا ما هذا الحبل، فقال: هو قول - الله، " إلا بحبل من الله وحبل من الناس " (3) فالحبل من الله كتابه، والحبل من الناس وصيي: فقالوا: يا رسول الله من وصيك ؟ فقال: هو الذى أنزل الله فيه " أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله " (4) فقالوا: يا رسول الله وما جنب الله هذا ؟ فقال: هو الذى يقول الله فيه: " ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا " (5) هو وصيي، والسبيل إلى من بعدي، فقالوا: يا رسول الله بالذي بعثك بالحق نبيا أرناه فقد اشتقنا إليه، فقال: هو الذى جعله الله آية للمؤمنين المتوسمين، فإن نظرتم إليه نظر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أني نبيكم، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو، لان الله عزوجل يقول في كتابه: " فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم " (6) [ أي ] إليه وإلى ذريته (عليهم السلام). ثم قال: فقام أبو عامر الاشعري في الاشعريين، وأبو غرة الخولانى في الخولانيين، وظبيان، وعثمان بن قيس في بنى قيس، وعرنة الدوسى (7) في الدوسيين، ولا حق بن علاقة چ، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه وأخذوا بيد الانزع الاصلع ________________________________________ (1) أي علائق سيوفهم الجلد. والمسك - بفتح الميم وآخره الكاف بمعنى الجلد، وفى بعض النسخ " المسد - بالدال المهملة محركة - حبل من ليف أو خوص. (2) آل عمران: 103. (3) آل عمران: 112. (4) الزمر: 56 جنب الله أي حقه أو طاعته أو أمره وأول بأمير المؤمنين (ع). (5) الفرقان: 27 والعض كناية عن الغيظ، والتحسر. (6) ابراهيم: 47. (7) في بعض النسخ " غرية " وفى بعضها " عزية ". ________________________________________