[ 26 ] في الطير، ليس شئ من الطير إلا وهو يستضعفها، ولو يعلم ما في أجوافها لم يفعل بها كما يفعل. خالطوا الناس بأبدانكم وزايلوهم بقلو بكم وأعمالكم، فان لكل امرئ ما اكتسب، وهو يوم القيامة مع من أحب، أما إنكم لن تروا ما تحبون وما تأملون يا معشر الشيعة حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض، وحتى يسمى بعضكم بعضا كذابين وحتى لا يبقى منكم على هذا الامر إلا كالكحل في العين والملح في الطعام وهو أقل الزاد (1) وسأضرب لكم في ذلك مثلا: وهو كمثل رجل كان له طعام قد ذراه (2) وغربله ونقاه وجعله في بيت وأغلق عليه الباب ما شاء الله، ثم فتح الباب عنه فإذا السوس قد وقع فيه (3) ثم أخرجه ونقاه وذراه، ثم جعله في البيت وأغلق عليه الباب ما شاء الله ثم فتح الباب عنه فإذا السوس قد وقع فيه [ وأخرجه ونقاه وذراه ثم جعله في البيت وأغلق عليه الباب، ثم أخرجه بعد حين فوجده قد وقع فيه السوس ]، ففعل به كما فعل مرارا حتى بقيت منه رزمة كرزمة الاندر (4) [ الذي ] لا يضره السوس شيئا وكذلك أنتم تمحصكم الفتن حتى لا يبقى منكم إلا عصابة لا تضرها الفتن شيئا ". وروى عن أبى عبد الله (عليه السلام) أنه قال: " والله لتمحصن والله لتطيرن يمينا وشمالا حتى لا يبقى منكم إلا كل امرئ أخذ الله ميثاقه، وكتب الايمان في قلبه وأيده بروح منه ". وفي رواية اخرى عنهم (عليه السلام) " حتى لا يبقى منكم على هذا الامر إلا الاندر فالاندر ". وهذه العصابة التى تبقى على هذا الامر وتثبت وتقيم على الحق هي التى امرت بالصبر في حال الغيبة، فمن ذلك ما أخبرنا به على بن احمد البندنيجي، عن ________________________________________ (1) في بعض النسخ " أو قال في الزاد " مكان " وهو أقل الزاد ". (2) ذرى الحنطة: نقاها في الريح. (3) السوس: دود يقع في الطعام والثياب والشجر فيفسده. (4) الاندر: كدس القمح، البيدر. ________________________________________