[ 24 ] عليهم على قديم الايام وحديثها من الروايات المتصلة فيها، الموجبة لحدوثها، المقتضية لكونها مما قد أوردناه في هذا الكتاب حديثا حديثا، وروي فيه، وفكر فكرا منعما (1) ولم يجعل قراءته نظره فيه صفحا دون شافي التأمل ولم يطمح ببصره عن حديث منها يشبه ما تقدمه دون إمعان النظر فيه والتبيين له ولما يحوي من زيادة المعاني بلفظه من كلام الامام (عليه السلام) بحسب ما حمله واحد من الرواة عنه - علم (2) أن هذه الغيبة لو لم تكن ولم تحدث مع ذلك ومع ما روي على مر الدهور فيها لكان مذهب الامامة باطلا لكن الله تبارك وتعالى صدق إنذار الائمة (عليهم السلام) بها، وصحح قولهم فيها في عصر بعد عصر، وألزم الشيعة التسليم والتصديق والتمسك بما هم عليه وقوى اليقين في قلوبهم بصحة ما نقلوه، وقد حذر أولياء الله صلوات الله عليهم شيعتهم من أن تميل بهم الاهواء أو تزيغ بهم [ و ] بقلوبهم الفتن واللاواء في أيامها، ووصفوا ما يشمل الله تعالى خلقه به من الابتلاء عند وقوعها بتراخى مدتها وطول الامد فيها " ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حى عن بينة ". فإنه روى عنهم (عليهم السلام) ما حدثنا به محمد بن همام قال: حدثنا حميد بن زياد الكوفى قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة قال: حدثنا أحمد بن الحسن الميثمي، عن رجل من أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال: سمعته يقول: " نزلت هذه الآية التى في سورة الحديد " ولا تكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون " في أهل زمان الغيبة، ثم قال عز وجل: " إن الله يحيى الارض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون " (3) وقال: إنما الامد أمد الغيبة ". فإنه أراد عزوجل يا امة محمد أو يا معشر الشيعة: لا تكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد، فتأويل هذه الآية جاء في ________________________________________ (1) أي شافيا دقيقا بالغا. وفي بعض النسخ " ممعنا " من الامعان. (2) جواب قوله " وإذا تأمل - الخ ". (3) السورة: 16 و 17. ________________________________________