[ 13 ] وتاريخها، وكانت عليه السلام بين الشيعة وخواص أبيه من الامور المعلومة المعروفة، وقد أمر أبوه عليه السلام أن يعق عنه، وعرضظه على أصحاب يوم الثالث من ولادته. والاخبار الصحيحة الواردة بأسانيد عالية في ذلك كثيرة متواترة جدا، وقد أحصى بعض العلماء أسماء جماعة ممن فازوا بلقائه في حياة أبيه وبعد ها كما قد نقل عن بعض أهل السنة الاجتماع به عليه السلام بل أخرج بعض من حفاظهم مثل حافظ زمانه أحمد بن محمد بن هاشم البلاذري الحديث عنه عليه السلام. ولقد كان أبوه وشيعته يحفظون ولادته عن إعدائه من بني العباء وغيرهم، وكان السر في ذلك أن بني العباس لما علموا من الاخبار المروية عن النبي والائمة من أهل البيت عليهم السلام أن المهدي هو الثاني عشر من الائمة، وهو الذي يملا الارض عدلا، ويفتح حصون الضلالة، ويزيل دولة الجبابرة أرادوا إطفاء نوره بقتله فلذا عينوا العيون والجواسيس للتفتيش عن بيت أبيه، ولكن أبى الله إلا أن يجري في حجته المهدي سنة نبيه موسى عليهما السلام، وقد ورد في الروايات الكثيرة عن آبائه عليهم السلام خفاء ولادته عليه السلام، وشباهته في ذلك بموسى عليه السلام (1). فعلى هذا لم ينبعث الايمان بظهور المهدي عليه السلام إلا من الايمان بنبوة جده محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وليس في الخصوصيات المذكورة أمر غير مألوف مما لم تجد مثله في هذه الامة أو الامم السالفة، فلابد لمن يؤمن بالله وبالنبي الصادق المصدق بعد العلم بهذه الاخبار الكثيرة الايمان بظهور المهدي المنتظر صاحب هذا النسب المعلوم والسمات والنعوت المشهورة، ولا يجوز مؤاخذة الشيعي بانتظار هذا الظهور، ولا يصح دفع ذلك بمجرد الاستبعاد (2). ________________________________________ (1) راجع الباب الثاني والثلاثين من الفصل الثاني من كتابنا منتخب الاثر. (2) فالمسلم الذي يؤمن بحياة عيسى، بل وحياة الدجال الكافر، وخروجه في آخر الزمان، وبحياة خضر وادريس، ويروي عن نبيه (ص) في أصح كتبه في الحديث كصحيح مسلم= ________________________________________