[ 41 ] ب عن عبد الرحمن بن عوف، قال: دخلت على أبي بكر، أعوده في مرضه الذى مات فيه فسلمت عليه وسألته كيف به فاستوى جالسا، فقلت: ________________________________________ الكوفي مات سنة 12، قال حاتم: ليس بالمتين في حفظه، تهذيب التهذيب 3: 382. ميزان الاعتدال 2: 92. لم يبايع أمير المؤمنين علي (عليه السلام) طول حياته، ولم يتمكن أحد من ارغامه على البيعة لأنه (عليه السلام) كان بنص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أولى من غيره، ولأن الامامة والخلافة كانت ثابتة فيه، وكيف يبايع وهو على يقين صادق، واعتقاد را سخ من أن الصحابة، وعلى يقين من أن محل علي (عليه السلام) منها محل القطب من الرحى، ينحدر عنه السيل ولا يرقى إليه الطير، فسدل دونها ثوبا، وطوى عنها كشحا، وطفق يرتأي بين أن يصول بيد جذاء، أو يصبر على طخية عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه، فرأى أن الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفى العين قذى، وفي الحلق شجى كيف يبايع أبو الحسن (عليه السلام) وهو يقول بصراحة وشهامة لأبي بكر: أنا أحق بهذا الأمر منكم، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي. ولو فرضنا بيعته لأبي بكر فمعناها انه (عليه السلام) صادق ووافق على امامة أبي بكر، فما معنى هذه الخطب والمناشدات والاحتجاجات التي صدرت منه (عليه السلام) خلال حكومة ابي بكر، وعمر، وعثمان في عدة مناسبات ومشاهدات، ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا - النساء: 115. ولشيخ الطائفة الشيخ المفيد محمد البغدادي، حديث في الدلالة على أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يبايع أبا بكر، فقد قال رضي الله عنه: قد اجمعت الأمة على أن أمير المؤمنين (عليه السلام) تأخر عن بيعة أبي بكر فالمقلل يقول تأخره ثلاثة أيام، ومنهم من يقول: تأخر حتى ماتت فاطمة (عليها السلام)، ثم بايع بعد موتها، ومنهم من يقول تأخر أربعين يوما، ومنهم من يقول: تأخر ستة أشهر، والمحققون من أهل الامامة يقولون لم يبايع ساعة قط فقد حصل الاجماع على تأخره عن البيعة، ثم اختلفوا في بيعته بعد ذلك على ما قدمناه به الشرح. فمما يدل على انه لم يبايع البتة انه ليس يخلو تأخره من أن يكون هدى، وتركه ضلالا، أو يكون ضلالا وتركه هدى وصوابا، أو يكون صوابا وتركه صوابا، أو يكون خطأ وتركه خطأ، فلو كان التأخر ضلالا وباطلا لكان أمير المؤمنين (عليه السلام) قد ضل بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بترك الهدى الذي كان يجب المصير إليه وقد أجمعت الأ مة على ان أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يقع منه ضلال بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا في طول زمان أبي بكر، وأيام عمر، وعثمان وصدرا من أيامه، حتى خالفت الخوارج عند التحكيم وفارقت الأمة، وبطل أن يكون تأخره عن بيعة أبي بكر ضلالا، وان كان تأخره هدى وصوابا وتركه خطأ وضلالا، فليس يجوز أن يعدل عن الصواب الى ________________________________________