[ 369 ] حتى تقحمت أمرا كنت تكرهه * للراكبين له 1 سرا وإعلانا لو كنت أديت مال الله 2 مصطبرا * للحق أحييت 3 أحيانا وموتانا لكن لحقت بأهل الشام ملتمسا * فضل ابن هند وذاك الرأى أشجانا فاليوم تقرع سن العجز 4 من ندم * ماذا تقول وقد كان الذى كان أصبحت تبغضك الاحياء قاطبة * لم يرفع الله بالبغضاء انسانا فلما وقع 6 الكتاب إليه علم أن النصراني قد هلك، ولم يلبث التغلبيون ________________________________________ " بقية الحاشية من الصفحة الماضية " أحببت، وقال أبو زيد يخاطب غلاما قد أبق فقتل: قد كنت في منظر ومستمع * عن نصر بهراء غير ذى فرس " أي كنت في خصب ودعة وعز ومنعة في كنف أمير المؤمنين على (ع) بمعزل عن حلوان وارساله إلى حتى أن ارتكبت خطيئة لو كان غيرك مرتكبا لها لكنت تكرهه كائنا من كان. ________________________________________ 1 - قوله: " للراكبين " متعلق بقوله " تكرهه " وهو من قولهم: " ركب الذنب أي اقترفه " فاللام في " له " للتقوية. 2 - في الطبري: " ما للقوم " وفى الكامل: " مال القوم ". 3 - في شرح النهج: " زكيت " وكأنه أصوب وأنسب للمقام، فتدبر. 4 - في الطبري: " سن الغرم (بضم الغين وسكون الراء وفى آخرها الميم) ففى لسان العرب: " وقرع فلان سنه ندما وأنشد أبو نصر: ولو أنى أطعتك في امور * قرعت ندامة من ذاك سنى وأنشد بعضهم لعمر بن الخطاب (رض): متى ألق زنباع بن روح ببلدة * لى النصف منها يقرع السن من ندم وكان زنباع بن روح في الجاهلية ينزل مشارف الشام وكان يعشر من مربه فخرج عمر في تجارة إلى الشام ومعه ذهبة جعلها في دبيل وألقمها شارفا له فنظر إليها زنباع تذرف عيناها فقال: ان لها لشانا فنحرها ووجد الذهبة فعشرها فحينئذ قال عمر (رض) هذا البيت ". وزاد عليه في تاج العروس: " ويقال: انه دخل عليه في خلافته وقد كبر وضعف ومعه ابنه روح فمارهما، وقال تأبط شرا: لتقر عن على السن من ندم * إذا تذكرت يوما بعض أخلاقي ". 5 - في شرح النهج: " بالعصيان " أقول: هذه الابيات وكتاب مصقلة مذكورتان في جمهرة رسائل العرب لاحمد زكى صفوت (ج 1، ص 529 - 530). 6 - في شرح النهج: " بلغ ". ________________________________________