[ 361 ] فصرعه عن فرسه ثم إنه نزل إليه وقد جرحه فأثخنه فاختلف بينهما ضربات 1 فقتله النعمان بن صهبان. وقتل معه في المعركة سبعون ومائة، وذهب الباقون في الارض يمينا وشمالا. وبعث معقل الخيل إلى رحالهم، فسبى من أدرك منهم فسبى رجالا ونساءا وصبيانا، ثم نظر فيهم، فمن كان مسلما فخلاه وأخذ بيعته وخلى سبيل 2 عياله، ومن كان ارتد عن الاسلام فعرض عليه الرجوع إلى الاسلام والا القتل 3، فأسلموا فخلى سبيلهم وسبيل عيالاتهم الا شيخا منهم نصرانيا يقال له: الرماجس 4 ابن منصور فإنه قال: والله ما زللت 5 مذ عقلت إلا في خروجي من دينى دين الصدق إلى دينكم دين السوء، لا والله لا أدع دينى ولا أقرب دينكم 6 ما حييت، فقدمه معقل بن قيس فضرب عنقه، وجمع الناس فقال: أدوا ما عليكم في هذه السنين من الصدقة، فأخذ من المسلمين عقالين 7، وعمد إلى النصارى وعيالاتهم فاحتملهم معه مقبلا بهم، وأقبل المسلمون [ الذين كانوا ] معهم يشيعونهم فأمر معقل بردهم فلما ذهبوا لينصرفوا تصايحوا ودعا 8 الرجال والنساء بعضهم إلى بعض. قال: فلقد رحمتهم رحمة ما رحمتها أحدا قبلهم ولا بعدهم. قال: وكتب معقل إلى على عليه السلام أما بعد، فإنى أخبر أمير المؤمنين عن ________________________________________ 1 - في الطبري وشرح النهج والبحار: " فاختلفا بينهما ضربتين ". 2 - في الطبري: " وترك له ". 3 - في الاصل: " فمن أبى قتل ". 4 - في شرح النهج: " الزماحسن " وفى طبعته الحديثة: " الرماخس " وفى كامل ابن الاثير: " الرماحس " (بالحاء المهملة) أما البحار فالكلمة غير موجودة فيه. 5 - في شرح النهج: " ما ظللت مصيبا ". 6 - في الاصل: " إلى دينكم دين المتسول ولا أفترى بدينكم ". 7 - قال المجلسي (ره): " قوله: عقالين، أي صدقة عامين، قال الفيروز ابادى: العقال ككتاب زكوة عام من الابل ". 8 - في الطبري: " تصافحوا فبكوا وبكى " وفى الكامل: " فلما ودعوهم بكى ". ________________________________________