[ 358 ] بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله على أمير الؤمنين إلى من قرئ عليه كتابي هذا من المسلمين والمؤمنين والمارقين والنصارى والمرتدين، سلام على من 1 اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وكتابه والبعث بعد الموت وافيا 2 بعهد الله ولم يكن من الخائنين. أما بعد فانى أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه، وأن أعمل فيكم بالحق وبما أمر الله تعالى به في كتابه، فمن رجع منك إلى رحله 3 وكف يده واعتزل هذا المارق الهالك المحارب الذى حارب 4 الله ورسوله والمسلمين وسعى في الارض فسادا فله الامان على ماله ودمه، من تابعه على حربنا والخروج من طاعتنا استعنا بالله عليه وجعلنا الله 5 بيننا وبينه وكفى بالله وليا 6، والسلام. قال: فأخرج معقل راية أمان فنصبها وقال: من أتاها من الناس فهو آمن الا الخريت وأصحابه الذين نابذوا 7 أول مرة، فتفرق عن الخريت كل 8 من كان معه من غير قومه، وعبأ معقل بن قيس أصحابه فجعل على ميمنته يزيد بن المغفل الازدي وعلى ميسرته المنجاب بن راشد الضبى ثم زحف بهم نحو الخريت وعامة قومه وقد خضر معه جميع قومه مسلمهم ونصرانيهم ومانعوا الصدقة منهم، فجعل مسلميهم ميمنة، والنصارى ومانعي الصدقة ميسرة. قال 9: وجعل الخريت يومئذ يقول لقومه: امنعوا اليوم حريمكم، وقاتلوا ________________________________________ 1 - في الطبري: " سلام عليكم وعلى من ". 2 - في الطبري: " وأوفى ". 3 - في الطبري: " فمن رجع إلى أهله منكم ". 4 - في الطبري: " جاء يحارب ". 5 - في شرح النهج والبحار: " وجعلناه ". 6 - في الطبري: " نصيرا ". 7 - كذا في الاصل وشرح النهج لكن في الطبري: " حاربونا وبدؤونا " ولعل الصحيح: " نابذونا ". 8 - في الطبري: " جل ". 9 - في الطبري (ص 74 من ج 6): " قال أبو مخنف: وحدثني الحارث بن كعب عن أبى الصديق الناجى أن الخريت يؤمئذ كان يقول لقومه " فكلمة " قال " هنا اشارة إلى تجدد السند كما في الطبري، فتفطن. ________________________________________