[ 350 ] صنعا 1، ووصفت ما بلغ بك وبهم الامر، فأما أنت وأصحابك فلله سعيكم وعليه جزاؤكم، وأيسر ثواب الله للمؤمن خير له من الدنيا التى يقبل الجاهلون بأنفسهم 2 عليها، فما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون 3، وأما عدوكم الذين لقيتموهم فحسبهم بخروجهم 4 من الهدى وارتكاسهم في الضلال وردهم الحق 5 وجماحهم في التيه 6 فذرهم وما يفترون، ودعهم في طغيانهم يعمهون 7، فأسمع بهم وأبصر 8 فكأنك بهم عن قليل بين أسير وقتيل، فأقبل الينا أنت وأصحابك مأجورين، فقد أطعتم وسمعتم وأحسنتم البلاء، والسلام. قال: ونزل الناجى جانبا من الاهواز واجتمع إليه علوج من أهلها كثير ممن أراد كسر الخراج ومن اللصوص وطائفة أخرى من الاعراب ترى رأيه. عن عبد الله بن قعين 9 قال: كنت أنا وأخى كعب بن قعين في ذلك الجيش مع ________________________________________ 1 - من آية 104 سورة الكهف. 2 - في الاصل أنفسهم ". 3 - آية 96 من سورة النحل مع زيادة فاء الربط في أولها. 4 - في شرح النهج والبحار: " خروجهم ". 5 - هذه الفقرات ذيل كلام أورده الشريف الرضى (ره) في النهج ونقلنا صدره فيما سبق (ص 336) ونص عبارته هكذا: " فحسبهم بخروجهم من الهدى، وارتكاسهم في الضلال والعمى، وصدهم عن الحق، وجماحهم في التيه ". 6 - في الطبري: " ولجاجهم في الفتنة ". 7 و 8 - مأخوذان من القرآن الكريم. 9 - قال ابن أبى الحديد في شرح النهج (ج 1، ص 268، س 2): " قال ابراهيم بن هلال فحدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنى ابن أبى سيف عن الحارث بن كعب عن عبد الله بن قعين قال: كنت أنا (الحديث) " وقال المجلسي (ره): في ثامن البحار (ص 616، س 36): " قال ابراهيم: وروى عن عبد الله بن قعين قال: كنت أنا (الحديث) " وقال الطبري في تاريخه (ج 6، ص 71): " قال أبو مخنف: وحدثني الحارث " بقية الحاشية في الصفحة الاتية " ________________________________________