[ 349 ] أما بعد فابعث رجلا من قبلك صليبا شجاعا معروفا بالصلاح في ألفى رجل من أهل البصرة فليتبع معقل بن قيس فإذا خرج من أرض البصرة فهو أمير أصحابه حتى يلقى معقلا، فإذا لقيه فمعقل أمير الفريقين فليسمع منه وليطعه ولا يخالفه، ومر زياد ابن خصفة فليقبل الينا، فنعم المرء زياد ونعم القبيل قبيله 1 [ والسلام 2 ]. قال 3: وكتب على عليه السلام إلى زياد بن خصفة: أما بعد فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت به الناجى وأصحابه 4 الذين طبع الله على قلوبهم 5 وزين لهم الشيطان أعمالهم 6 فهم حيارى عمون 7، يحسبون أنهم يحسنون ________________________________________ " بقية الحاشية من الصفحة الماضية " زهير قال: حدثنى عبد الرحمن بن مخنف قال: صرع يزيد بن المغفل إلى جنبى فقتلت صاحبه وقمت على رأسه، وقتل أبو زبيب بن عروة فقتلت صاحبه وجاءني سفيان بن عوف فقال: أقتلتم يا معشر الازد يزيد بن المغفل ؟ - فقلت له: أي والله انه لهذا الذى تراني قائما على رأسه قال: ومن أنت حياك الله ؟ - قلت: أنا عبد الرحمن بن مخنف، فقال: الشريف الكريم، حياك الله ومرحبا بك يا ابن عم، أفلا تدفعه إلى ؟ - فأنا عمه سفيان بن عوف بن المغفل فقلت: مرحبا بك، أما الان فنحن أحق به منك ولسنا بدافعيه اليك، وأما ما عدا ذلك فلعمري أنت عمه ووارثه ". فعلى ذلك هو رجل آخر غير ما نحن فيه، فتفطن. أقول: سيجيئ لابنه عبد الله ذكر في قصة غارة سفيان بن عوف الغامدى. ولعل كلمتي " عبد الله بن " قد سقطتا هنا من الاصل فعليه يستقيم الكلام بلا تكلف، فتدبر. ________________________________________ 1 - في الطبري: " ونعم القتيل قتيله ". 2 - في شرح النهج فقط. 3 - قال الطبري: " قال أبو مخنف: وحدثني أبو الصلت الاعور عن أبى سعيد العقيلى قال: كتب على (ع) (الحديث) ". 4 - كذا في الاصل وشرح النهج لكن في الطبري: " وفهمت ما ذكرت من أمر الناجى واخوانه ". 5 - مأخوذ من آيه 108 سورة النحل، أو من آية 16 سورة القتال = سورة محمد (ص). 6 - مأخوذ من آية 24 سورة النمل، أو من آية 38 سورة العنكبوت. 7 - في الطبري: " فهم يعمهون ". (*) ________________________________________