[ 12 ] إن كتاب سليم بن قيس الهلالي العامري كتب لهذا النوع من الناس، الذين عندهم أعصاب لتحمل سماع الحقائق التي تخالف الأفكار المألوفة، التي تربى عليها الناس. ومن مقادير الله تعالى العجيبة أن يكون هذا المؤلف شابا نجديا من قبيلة بني هلال العوامر، الذين ما زال قسم من عشيرتهم إلى عصرنا في المنطقة. على أي، فهذا الشاب النجدي كان أول مؤلف في تاريخ الأسلام بعد المؤلفات التي أملاها النبي صلى الله عليه وآله على على عليه السلام. فقد دخل سليم بن قيس إلى المدينة المنورة في أوائل خلافة عمر بن الخطاب، وكان عمره سبعة عشر عاما، وبدأ يسأل ويتتبع لكي يعرف ويفهم، وبدأ يكتب ويدون، مع أن تدوين الحديث كان جريمة يعاقب عليها صاحبها بالضرب والحبس والحرمان والعزل الأجتماعي ولكن سليما كان يجيد التحفظ والتقية، وبذلك استطاع أن يكتب ويحافظ على كتابه، واستمر على ذلك في خلافة عثمان وبعده طيلة 60 سنة من عمره المبارك... وحمله معه في تشريده من بلد إلى بلد، وهروبه من سيف الحجاج... إلى أن ورثه لراويه أبان بن أبي عياش في سنة 76 الهجرية ________________________________________