[ 10 ] وأول ما يواجهك من قرارات الدولة القرشية والعثمانية بحق الشيعة أنه يحرم عليهم أن يكتبوا وجهة نظرهم، حتى لو كانت أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وتفسيره للقرآن ويحرم على الناس أن يقرؤوا وجهة نظرهم من كتبهم، أو يسمعوها منهم، أو يفكروا فيها، مجرد تفكير لغرض المعرفة ومن يكتب منهم أو يقرأ لهم، فهو عدو للصحابة، وعدو لله ولرسوله، وخارج عن الأسلام، مهدور الدم، مباح للمسلمين عرضه وماله ومن عجائب الدنيا أن الخلافة القرشية قد انتهت عمليا من بعد المعتصم العباسي.. فيومها سيطر الجند الأتراك على مقدرات الدولة، وصار الخليفة مؤظفا عندهم براتب شهري ثم انتهت خلافة قريش حتى اسميا على يد الأتراك العثمانيين. ثم انتهت الخلافة العثمانية على يد الغربيين. وصارت جميع قراراتهم وسياساتهم تاريخا، مجرد تاريخ ولكن قراراتهم بشأن الشيعة بقيت في أذهان كثير من السنيين دينا يتدينون به فهؤلاء يرون أن الخلفاء القرشيين والعثمانيين ركن من أركان الأسلام، أنزله الله على رسوله، مع بقية أركانه أو قبلها وكل شئ يعارض الخلفاء وينتقدهم، فهو بخيالهم كفر بالله ورسوله لقد صار خلفاء قريش وبني عثمان جزء من الأسلام عندهم، بل جزءه الأعز على قلوبهم حتى أنك لا تجد عند متعصبيهم غيرة وحمية لله تعالى ولرسوله كما تجدها لهذا الخليفة أو ذاك إن الأفكار والفتاوى التي ما زالت جزء من المذاهب السنية إلى عصرنا تدلك على أعباء القرون التي تحملها الشيعة، وعانوا من وطأتها. وتشير لك إلى أن اضطهاد الشيعة زاد في كمه وكيفه عن اضطهاد أي معارضة بعد الأنبياء ________________________________________