[345] وكان نصرانيا فقال: يا أمير المؤمنين ! أعدني على المغيرة بن شعبة فان على خراجا كثيرا، قال: وكم خراجك ؟ قال: درهمان كل يوم، قال، وأيش صناعتك ؟ قال: نجار، نقاش، حداد. قال: فما أرى خراجك كثيرا على ما تصنع من الاعمال ! قد بلغني أنك تقول: لو أردت أن أصنع رحى تطحن بالريح لفعلت ؟ ! قال: فاعمل لى رحى، قال: لئن سلمت لا عملن لك رحى يتحدث بها من المشرق والمغرب ! ثم انصرف عنه. فقال عمر ؟ لقد أوعدنى العبد الان. ثم انصرف عمر إلى منزله، فلما كان الغد جاءه كعب الاحبار فقال له يا أمير المؤمنين ! اعهد فانك ميت في ثلث ليال: قال: وما يدريك ؟ قال: أجده في كتاب التورية، قال عمر: أتجد عمر بن الخطاب في التورية ؟ قال: اللهم لا، ولكني أجد حليتك وصفتك وأنك قد فنى أجلك قال: وعمر لا يحس وجعا فلما كان الغد جاءه كعب فقال: بقى يومان، فلما كان الغد جاء كعب فقال: مضى يومان وبقى يوم، فلما أصبح خرج عمر إلى الصلاة وكان يوكل بالصفوف رجالا فإذا استوت كبر ودخل أبو لؤلؤة في الناس وبيده خنجر له رأسان نصابه في وسطه. فضرب عمر ست ضربات احديهن تحت سرته وهى التى قتلته، وقتل معه كليب بن أبي بكير الليثى وهو حليفه (خلفه. ظ) وقتل جماعة غيره، فلما وجد عمر حر السلاح سقط وأمر عبد الرحمن بن عوف فصلى بالناس وعمر طريح فاحتمل فأدخل بيته. ودعا عبد الرحمن فقال له: اني اريد أن أعهد اليك، قال: أتشير على بذلك ؟ ! قال: أللهم لا ! قال: والله لا أدخل فيه أبدا ! قال: فهبني صمتا حتى أعهد إلى النفر الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، ثم دعا عليا وعثمان والزبير وسعدا فقال: انتظروا أخاكم طلحة ثلاثا فان جاء والا فاقضوا أمركم، أنشدك الله يا علي ان وليت من أمور الناس شيئا أن ________________________________________