[313] الواسطي حيث قال: " الرابع قول النبي صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه. قلنا: لا دلالة في هذا الحديث على امامة علي، لانه جاء لسبب نزاع زيد بن حارثة عند النبي صلى الله عليه وسلم مع علي حين قال: اتناز عني وأنا مولاك ؟ فشكى ذلك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه ولا شك ان اقارب الانسان موالى عتيقه... " (1) وكان ابن روزبهان علم بان هذه الاسباب مخترعة، وأنها على فرض صحتها لا تنافي مطلوب أهل الحق من حديث الغدير، فلذا أعرض عن ذكرها وذكر سببا آخر يغايرها فقال: " ان واقعة غدير خم كان في مرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع، وغدير خم محل افتراق قبائل العرب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم انه آخر عمره وانه لا يجتمع العرب بعد هذا عنده مثل هذا الاجتماع، فاراد ان يوصي العرب بحفظ محبة أهل بيته وقبيلته، ولا شك ان عليا كرم الله وجهه كان بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد بني هاشم واكبر اهل البيت، فذكر فضائله وساواه بنفسه في وجوب الولاية والنصرة والمحبة، لياخذه العرب سيدا ويعرفوا فضله وكماله " (2). قلت: وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد " ساواه بنفسه في وجوب الولاية والنصرة والمحبة " فهل لاحد أن يدعى التقدم عليه لاحد في هذه الامور وغيرها ؟ ان هذا الكلام يفيد أفضلية أمير المؤمنين ممن تقدم عليه، والافضلية دليل الاحقية بالامامة والخلافة. وكذا قوله: " لياخذه العرب سيدا ويعرفوا فضله وكماله " فليتأمل. ________________________________________ (1) رسالة يوسف الاعور في الرد على الامامية. (2) ابطال الباطل لابن روزبهان الشيرازي. ________________________________________