[312] 12 - اختلافهم في سبب الحديث دليل الاختلاق هذا ولقد اضطرب أهل السنة في بيان سبب حديث الغدير فذكروا وجوها متضاربة وأسبابا مختلفة، الامر الذي يدعو كل منصف الى الاعتقاد بان جميع ما ذكروه مفتعل ومخنلق، ولا نصيب لشئ من تلك الوجوه من الصحة أبدا. فتارة يجعلون السبب شكوى بريدة، وأخرى يجعلونه الكلام الذي وقع بين أمير المؤمنين عليه السلام وبين اسامة بن زيد، وثالثة يجعلونه الكلام الذي وقع بين زيد بن حارثة وبين أمير المؤمنين عليه السلام. فاما الاول فقد ذكره ابن حجر في الصواعق وتبعه عليه البرزنجى وعبد الحق الدهلوي وصاحب المرافض وأمثالهم، واختاره (الدهلوي) مضيفا إليه شكوى خالد بن الوليد وغيره. وأما الثالث فقد ذكره القاضى عبد الجبار في المغنى بعضهم. وقد اختاره الفخر الرازي حيث قال: " سلمنا انه محمول على الاولى، لكن لا نسلم انه يجب أن يكون أولى بهم في كل شئ، بل يجوز أن يكون أولى بهم في بعض الاشياء، وهو وجوب محبته وتعظيمه والقطع على سلامة باطنه، فانه روى انه عليه السلام انما قال هذا الكلام عند منازعة جرت بين زيد وعلي فقال علي لزيد: أنت مولاى، فقال زيد: لست مولى لك انما أنا مولى رسول الله عليه السلام. فقال عليه السلام هذا الكلام عند هذه الواقعة، فينصرف الاولوية الى حكم هذه الواقعة. وهو ان من كنت أولى به في المحبة والتعظيم والقطع على سلامة الباطن فعلي أولى به في هذه الاحكام " (1). وأما الثاني فقد ذكره القاضي عبد الجبار عن بعضهم، واختاره يوسف الاعور ________________________________________ (1) الاربعين للرازي: 463. ________________________________________