[10] آخر فيها ليس أمرا مألوفا. فالشيعة لتمسكهم ببعض أهل البيت ناجون، ولا يرد عليهم طعن أهل السنة في ذلك. أما الجواب على هذا الكلام فيكون على نحوين: الاول بطريق النقض: فالامامية في هذه الصورة يجب ألا يعتبروا الزيدية والكيسانية والناووسية والفطحية منحرفين، بل مهتدون. لان كلا منهم قد استقر في زاوية من هذه السفينة الكبيرة، ويكفي الاستقرار في زاوية منها للنجاة من الغرق. بل ان النص على الائمة الاثني عشر يبطل على هذا أيضا، لان كل زاوية من السفينة كافية في الانجاء من أمواج البحر، ومعنى الامام هو أن اتباعه يوجب النجاة في الاخرة. فبهذا يبطل مذهب الاثني عشرية بل الامامية بأسرها. وإذا ادعى الزيدية ذلك أجيبوا بنفس الجواب، فلا يصح لاي فرقة من فرق الشيعة التقيد بمذهب معين، ولازمه اعتبار جمبع المذاهب على صواب، في حين أن التناقض قائم بين هذه المذاهب، وأن اعتبار كلا الجانبين المتناقضين حقا يؤدي إلى اجتماع النقيضين في غير الاجتهاديات، وهو مستحيل قطعا. الثاني بطريق الحل: فان الاستقرار في زاوية من السفينة، يضمن النجاة من الغرق في البحر بشرط أن لا يثقب الزاوية الاخرى منها، فإذا اقترن الجلوس في زاوية مع الاثقاب في الزاوية الاخرى، فان ذلك سوف يؤدي إلى الغرق حتما، وما من فرقة من فرق الشيعة الا وهي مستقرة في زاوية وتثقب الزاوية الاخرى. أجل: فان أهل السنة مهما تنقلوا في الزوايا المختلفة فان سفينتهم عامرة فانهم لم يثقبوا في أية زاوية منها أصلا ليتسرب الموج من ذلك الجانب ويؤدي ________________________________________