[21] وقراءة الكتب وحفظها فإن ذلك تقليد، وإنما العلم ما يفيض من عند الله سبحانه على قلب المؤمن يوما فيوما وساعة فساعة فيكشف به من الحقائق ما تطمئن به النفس وينشرح له الصدر ويتنور به القلب، والحاصل أن ذلك مؤكد ومقرر لما علم سابقا يوجب مزيد الايمان واليقين والكرامة والشرف بافاضة العلم عليهم بغير واسطة المرسلين. الثاني: أن يفيض عليهم (عليهم السلام) تفاصيل عندهم مجملاتها وإن أمكنهم استخراج التفاصيل مما عندهم من اصول العلم ومواده. الثالث: أن يكون مبنيا على البداء فإن فيما علموا سابقا ما يحتمل البداء و التغيير فإذا الهموا بما غير من ذلك بعد الافاضة على أرواح من تقدم من الحجج أو اكد ما علموا بأنه حتمي لا يقبل التغيير كان ذلك أقوى علومهم وأشرفها. الرابع كما هو (1) أقوى عندي وهو أنهم (عليهم السلام) في النشأتين سابقا على الحياة البدني ولاحقا بعد وفاتهم يعرجون في المعارف الربانية الغير المتناهية على مدارج الكمال، إذ لا غاية لعرفانه تعالى وقربه، ويظهر ذلك من كثر من الاخبار. وظاهر أنهم إذا تعلموا في بدو إمامتهم علما لا يقفون في تلك المرتبة ويحصل لهم بسبب مزيد القرب والطاعات زوائد العلم والحكم والترقيات في معرفة الرب تعالى وكيف لا يحصل لهم ويحصل ذلك لسائر الخلق مع نقص قابليتهم واستعدادهم ؟ فهم عليهم السلام أولى بذلك وأحرى. ولعل هذا أحد وجوه استغفارهم وتوبتهم في كل يوم سبعين مرة وأكثر، إذ عند عروجهم إلى كل درجة رفيعة من درجات العرفان يرون أنهم كانوا في المرتبة السابقة في النقصان فيستغفرون منها ويتوبون إليه تعالى، وهذه جملة ما حل في حل هذا الاشكال ببالي، وأستغفر الله مما لا يرتضيه من قولي وفعالي. 8 - ير: الحسن بن علي بن النعمان عن أبيه علي بن النعمان عن بكر بن كرب قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) فسمعناه يقول: أما والله إن عندنا ما لا نحتاج إلى ________________________________________ (1) في نسخة: [لما هو] ولعله مصحف: ما هو أقوى. ________________________________________