[ 6 ] 12 - وبهذا الاسناد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: نحن وجه الله لا يهلك. 13 - يد: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن يزيد، عن صفوان بن يحيى، عن أبي سعيد المكاري، (1) عن أبي بصير، عن الحارث بن المغيرة النصري (2) قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " كل شئ هالك إلا وجهه " قال: كل شئ هالك إلا من أخذ طريق الحق. بيان: ذكر المفسرون فيه وجهين: أحدهما أن المراد به إلا ذاته كما يقال: وجه هذا الامر أي حقيقته. وثانيهما أن المعنى ما اريد به وجه الله من العمل. واختلف على الاول في الهلاك هل هو الانعدام حقيقة، أو أنه لامكانه في معرض الفناء والعدم، وعلى ما ورد في تلك الاخبار يكون المراد بالوجه الجهة كما هو في أصل اللغة، فيمكن أن يراد به دين الله إذبه يتوسل إلى الله ويتوجه إلى رضوانه، أو أئمة الدين فإنهم جهة الله، وبهم يتوجه إلى الله ورضوانه ومن أراد طاعة الله تعالى يتوجه إليهم. (3) ________________________________________ (1) قد وقع الخلاف في اسمه فسماه النجاشي والعلامة هاشم بن حيان، والشيخ هشام بن حيان، والرجل كوفى مولى بنى عقيل، روى عن أبى عبد الله عليه السلام، وكان هو وابنه الحسين وجهين في الواقفة، نص على ذلك النجاشي في ترجمة ابنه. (2) النصرى - بالنون المفتوحة والصاد المهملة - من بنى نصربن معاوية، يكنى أبا على، بصرى ثقة ثقة، روي عن الباقر والصادق وموسى بن جعفر عليهم السلام وزيد بن على. وروى الكشى وغيره روايات تدل على مدحه ووثاقته. (3) قال السيد الرضى ذيل قوله تعالى " كل شئ هالك إلا وجهه ": وهذه استعارة والوجه ههنا عبارة عن ذات الشئ ونفسه، وعلى هذا قوله تعالى في السورة التى فيها الرحمن سبحانه: " ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام " أي ويبقى ذات ربك، ومن الدليل على ذلك الرفع في قوله: " ذو الجلال والاكرام " لانه صفة للوجه الذى هو الذات: ولو كان الوجه ههنا بمعنى العضو المخصوص على ما ظنه الجهال لكان " ويبقى وجه ربك ذى الجلال والاكرام " فيكون " ذى " صفة للجملة لاصفة للوجه الذى هو التخاطيط المخصوص، كما يقول القائل: رأيت وجه الامير ذى الطول والانعام، ولا يقول: " ذا " لان الطول والانعام من صفات جملته، لا من صفات وجهه، ويوضح ذلك قوله في هذه السورة: " تبارك اسم ربك ذى الجلال والاكرام " لما كان الاسم غير المسمى وصف سبحانه المضاف إليه، ولما كان الوجه في الاية المتقدمة هو النفس والذات قال تعالى: " ذو الجلال " ولم يقل: " ذى الجلال والاكرام " ويقولون: عين الشئ ونفس الشئ على هذا النحو. وقد قيل في ذلك وجه آخر وهو أن يراد بالوجه ههنا ما قصد الله به من العمل الصالح والمتجر الرابح على طريق القربة وطلب الزلفة وعلى ذلك قول الشاعر: " استغفر الله ذنبا لست محصيه * رب العباد إليه الوجه والعمل " أي إليه تعالى قصد الفعل الذى يستنزل به فضله ودرجات عفوه، فأعلمنا سبحانه أن كل شئ هالك الاوجه دينه الذى يوصل إليه منه، ويستزلف عنده به ويجعل وسيلة إلى رضوانه وسببا لغفرانه. ________________________________________