[51] وراوغهم حتى انحاز بالمسلمين منهزما، ونجا بهم من الروم، وأنفذ رجلا (1) يقال له: عبد الرحمن بن سمرة إلى النبي صلى الله عليه واله بالخبر، قال عبد الرحمن: فسرت إلى النبي صلى الله عليه واله فلما وصلت إلى المسجد قال لي رسول الله صلى الله عليه واله: " على رسلك يا عبد الرحمن " ثم قال صلى الله عليه واله: " أخذ اللواء زيد فقاتل به فقتل، رحم الله زيدا، ثم أخذ اللواء جعفر وقاتل وقتل، رحم الله جعفرا، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة وقاتل فقتل، فرحم الله عبد الله " قال: فبكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وهم حوله فقال لهم النبي صلى الله عليه واله: " وما يبكيكم ؟ " فقالوا: وما لنا لا نبكي وقد ذهب خيارنا وأشرافنا وأهل الفضل منا ؟ فقال لهم صلى الله عليه واله: " لا تبكوا فإنما مثل امتي مثل حديقة قام عليها صاحبها فأصلح رواكبها، وبنى مساكنها، وحلق سعفها، فأطعمت عاما فوجا ثم عاما فوجا، ثم عاما فوجا (2) فلعل آخرها طعما أن يكون أجودها قنوانا، و أطولها شمراخا، والذي بعثني بالحق نبيا ليجدن عيسى بن مريم في أمتي خلفا (3) من حواريه " قال: وقال كعب بن مالك: يرثي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه والمستشهدين معه: هدت العيون (4) ودمع عينك يهمل * سحا كما وكف الضباب (5) المخضل وكأن ما بين الجوانح والحشا * مما تأو بني شهاب مدخل وجدا على النفر الذين تتابعوا * يوما (6) بمؤتة أسندوا لم ينقلوا (7) فتغير القمر المنير لفقدهم * والشمس قد كسفت وكادت تأفل قوم بهم نصر الاله (8) عباده * وعليهم نزل الكتاب المنزل ________________________________________ (1) في المصدر: وأنفذ رجلا من المسلمين. (2) المصدر خال عن قوله: " ثم عاما فوجا " الثاني. (3) في المصدر: (خلقا) بالقاف. (4) في سيرة ابن هشام: نام العيون. (5) في السيرة: " الطباب المخضل "، والطباب: ثقب في خرز المزادة التي يجعل فيها الماء. (7) قتلا خ ل. (7) لم يقفلوا خ ل. (8) في السيرة: عصم الاله. ________________________________________