[40] 37 - البرسي في مشارق الانوار قال: لما جاءت صفية إلى رسول الله صلى الله عليه واله وكانت من أحسن الناس وجها، فرأى في وجهها شجة فقال: ما هذه وأنت ابنة الملوك ؟ فقالت: إن عليا عليه السلام لما قدم إلى الحصن هز الباب فاهتز الحصن وسقط من كان عليه من النظارة (1) وارتجف بي السرير فسقطت لوجهي فشجني جانب السرير، فقال لها رسول الله صلى الله عليه واله: يا صفية إن عليا عظيم عند الله، وإنه لما هز الباب اهتز الحصن، واهتزت السماوات السبع، والارضون السبع، واهتز عرش الرحمن غضبا لعلي. وفي ذلك اليوم لما سأله عمر فقال: يا أبا الحسن لقد اقتلعت منيعا (2) وأنت ثلاثة أيام خميصا، فهل قلعتها بقوة بشرية ؟ فقال: ما قلعتها بقوة بشرية، ولكن قلعتها بقوة إلهية، ونفس بلقاء ربها مطمئنة رضية. وفي ذلك اليوم لما شطر مرحبا شطرين وألقاه مجدلا جاء جبرئيل من السماء متعجبا، فقال له النبي صلى الله عليه واله: مم تعجبت ؟ فقال: إن الملائكة تنادي في صوامع جوامع (3) السماوات: لا فتى إلا علي، لا سيف إلا ذو الفقار. وأما إعجابي فإني لما امرت أن ادمر قوم لوط حملت مدائنهم وهي سبع مدائن من الارض السابعة السفلى إلى الارض السابعة العليا على ريشة من جناحي ورفعتها حتى سمع حملة العرش صياح ديكتهم وبكاء أطفالهم، ووقفت بها إلى الصبح أنتظر الامر ولم أثقل بها، واليوم لما ضرب علي ضربته الهاشمية وكبر امرت أن أقبض فاضل سيفه حتى لا يشق الارض، وتصل إلى الثور الحامل لها فيشطره شطرين، فتنقلب الارض بأهلها، فكان فاضل سيفه علي أثقل من مدائن لوط، هذا وإسرافيل وميكائيل قد قبضا عضده في الهواء (4). ________________________________________ (1) النظارة: القوم يقعدون في مرتفع من الارض ينظرون منه القتال ولا يشهدونه. (2) المنيع: الحصن الذى يتعذر الوصول إليه. (3) وجوامع خ ل. (4) ليست عندي نسخة مشارق الانوار: والبرسى معروف في اخباره بالغرابات والشواذ لا يعول على متفرداته، وقصة الثور في الحديث من الرموز التى لم تكشف عنها الاستار، ولعل يوما يرشدنا العلم إلى معناها الصحيح. ________________________________________