[ 31 ] والصخرة على الثور، والثور على الحوت، والحوت على الماء، والماء على الهواء، والهواء على الظلمة، ثم انقطع علم الخلائق عما تحت الظلمة، ثم خلق الله تعالى العرش من ضياءين: أحدهما الفضل والثاني العدل، ثم أمر الضياءين فانتفسا بنفسين، فخلق منهما أربعة أشياء: العقل والحلم والعلم والسخاء، ثم خلق من العقل الخوف، وخلق من العلم الرضا، ومن الحلم المودة، ومن السخاء المحبة، ثم عجن هذه الاشياء في طينة محمد صلى الله عليه وآله، ثم خلق من بعدهم أرواح المؤمنين من امة محمد صلى الله عليه وآله، ثم خلق الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار والضياء والظلام وسائر الملائكة من نور محمد صلى الله عليه وآله، فلما تكاملت الانوار سكن نور محمد تحت العرش ثلاثة وسبعين ألف عام، ثم انتقل نوره إلى الجنة فبقي سبعين ألف عام، ثم انتقل إلى سدرة المنتهى فبقي سبعين ألف عام، ثم انتقل نوره إلى السماء السابعة، ثم إلى السماء السادسة، ثم إلى السماء الخامسة، ثم إلى السماء الرابعة، ثم إلى السماء الثالثة، ثم إلى السماء الثانية، ثم إلى السماء الدنيا، فبقي نوره في السماء الدنيا إلى أن أراد الله تعالى أن يخلق آدم عليه السلام أمر جبرئيل عليه السلام أن ينزل إلى الارض ويقبض منها قبضة، فنزل جبرئيل فسبقه اللعين إبليس فقال للارض: إن الله تعالى يريد أن يخلق منك خلقا " ويعذبه بالنار، فإذا أتتك ملائكته فقولي: أعوذ بالله منكم أن تأخذوا مني شيئا يكون للنار فيه نصيب (1)، فجاءها جبرئيل عليه السلام فقالت: إني اعوذ بالذي أرسلك أن تأخذ مني شيئا "، فرجع جبرئيل ولم يأخذ منها شيئا "، فقال: يا رب قد استعاذت بك مني فرحمتها، فبعث ميكائيل فعاد كذلك، ثم أمر إسرافيل فرجع كذلك، ________________________________________ < - على الماء بلا أركان) وقال على عليه السلام عند توصيفه خلق الارض: (وأرساها على غير قرار، وأقامها بغير قوائم، ورفعها بغير دعائم) إلى غير ذلك مما يدل عليه، وعلى أن الارض متحركة فان ذلك كله ينافى استقرار الارض على جرم، ولذا ترى أن العلماء يؤولون هذا الخبر ونحوه و يصرفونه عن ظاهره بما يأتي في محله، فعلى أي فالحديث يدل إجمالا على أن للارض قوة تجذبها عن السقوط، وأن لها حركة كحركة الحوت في الماء. والتعبير بالثور وغيره لو صح الحديث عنهم عليهم السلام رمز وإشارات إلى معان هم أعلم بها. (1) لا يخلو ذلك عن غرابة، لان المعروف أن الشيطان لم يكن قبل آدم عليه السلام ضالا مضلا مخالفا لما يعلم أن الله يريده، إلا أن يكون ذلك للشفقة على الارض، لا لمخالفة الله سبحانه. ________________________________________