[ 25 ] بيان. قوله: (إذ لا كان) لعله مصدر بمعنى الكون كالقال والقول، والمراد به الحدوث، أي لم يحدث شئ بعد، أو هو بمعنى الكائن، ولعل المراد بنور الانوار أولا " نور النبي صلى الله عليه وآله، إذ هو منور أرواح الخلائق بالعلوم والهدايات والمعارف، بل سبب لوجود الموجودات، وعلة غائية لها، وأجرى فيه، أي في نور الانوار، من نوره، أي من نور ذاته، من إفاضاته وهداياته التي نورت منها جميع الانوار حتى نور الانوار المذكور أولا ". قوله: (وهو النور الذي) أي نور الانوار المذكور أولا "، والله يعلم أسرار أهل بيت نبيه صلوات الله عليهم. 47 - كا: أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد الله، عن محمد بن عبد الله، عن محمد بن سنان، عن المفضل، عن جابر بن يزيد قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا جابر إن الله أول ما خلق خلق محمدا " وعترته الهداة المهتدين، فكانوا أشباح نور بين يدي الله، قلت: وما الاشباح ؟ قال: ظل النور، أبدان نورانية بلا أرواح، وكان مؤيدا " بروح واحد (1) وهي روح القدس، فبه كان يعبد الله وعترته، ولذلك خلقهم حلماء علماء بررة أصفياء، يعبدون الله بالصلاة والصوم والسجود والتسبيح والتهليل، ويصلون الصلوات، ويحجون ويصومون (2). بيان: قوله عليه السلام: (أشباح نور) لعل الاضافة بيانية، أي أشباحا " نورانية، والمراد إما الاجساد المثالية، فقوله: (بلا أرواح) لعله أراد به بلا أرواح حيوانية، أو الارواح بنفسها، سواء كانت مجردة أو مادية، لان الارواح إذا لم تتعلق بالابدان فهي مستقلة بنفسها، أرواح من جهة وأجساد من جهة، فهي أبدان نورانية لم تتعلق بها أرواح آخر، و ظل النور أيضا إضافته بيانية، وتسمى عالم الارواح والمثال بعالم الظلال، لانها ظلال تلك العالم وتابعة لها، أو لانها لتجردها أو لعدم كثافتها شبيهة بالظل، وعلى الاحتمال الثاني يحتمل أن تكون الاضافة لامية، بأن يكون المراد بالنور نور ذاته تعالى، فإنها من آثار تلك النور، والمعنى دقيق فتفطن. ________________________________________ (1) في المصدر: بروح واحدة. (2) الاصول 1: 442. (*) ________________________________________