[ 25 ] 3 - ك، لى: أبي، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: إن داود عليه السلام (1) خرج ذات يوم يقرأ الزبور، وكان إذا قرأ الزبور لا يبقى جبل ولا حجر ولا طائر ولا سبع إلا جاوبه، فمازال يمر حتى انتهى إلى جبل، فإذا على ذلك الجبل نبي عابد يقال له حزقيل، فلما سمع دوي الجبال وأصوات السباع والطير علم أنه داود عليه السلام، فقال داود: يا حزقيل أتأذن لي فأصعد إليك ؟ قال: لا، فبكى داود عليه السلام فأوحى الله جل جلاله إليه: يا حزقيل لا تعير داود وسلني العافية، فقام حزقيل فأخذ بيد داود فرفعه إليه، فقال داود: يا حزقيل هل هممت بخطيئة قط ؟ قال: لا، قال: فهل دخلك العجب مما أنت فيه من عبادة الله عزوجل ؟ قال: لا، قال: فهل ركنت إلى الدنيا فأحببت أن تأخذ من شهوتها ولذتها ؟ قال: بلى ربما عرض بقلبي، قال: فماذا تصنع إذا كان ذلك ؟ (2) قال: أدخل هذا الشعب فأعتبر بما فيه، قال: فدخل داود النبي عليه السلام الشعب فإذا سرير من حديد عليه جمجمة بالية، وعظام فانية، وإذا لوح من حديد فيه كتابة فقرأها داود عليه السلام فإذا هي: أنا أروى سلم (3) ملكت ألف سنة، وبنيت ألف مدينة، وافتضضت ألف بكر، فكان آخر أمري أن صار التراب فراشي، والحجارة وسادتي، والديدان والحيات جيراني، فمن رآني فلا يغتر بالدنيا. (4) 4 - نبه: دخل داود غارا من غيران بيت المقدس فوجد حزقيل يعبد ربه وقد يبس ________________________________________ (1) في المصدر: انه قال في حديث يذكر فيه قصة داود عليه السلام انه خرج إه. قلت: فالروايات الواردة في قصة داود عليه السلام ورميه بما يخالف مذهب الحق كلها واحدة مرجعها إلى هشام بن سالم، والظاهر انه لما كان كثيرا يناظر العامة ويخالطهم ذكر الصادق عليه السلام قصة داود عليه السلام على ما يزعمون لتبكيتهم وشناعة آرائهم وبيان مزعمتهم الباطلة، والا فالمعروف بين المسلمين قديما وحديثا أن الامامية وائمتهم عليهم السلام قائلون بعصمة الانبياء وتنزيههم عن السهو والخطاء وعن كل ما يلطخ أذيالهم المقدسة بوسمة الخطيئات والزلات، وحسبك في ذلك كتاب الشريف المرتضى المعروف بتنزيه الانبياء. (2) في كمال الدين: فما كنت تصنع إذا كان ذلك ؟ (3) في نسخة وفي المصدر: أروى شلم. (4) كمال الدين: 289 - 290 أمالى الصدوق: 61. ________________________________________