[3] وفيه مع ذلك إحياء لذكرهم، الذي فيه ذكر أئمتهم وسادتهم، وإتمام لنورهم، الذي اكتسبوه من ولايتهم، عمل بما ورد من الحث، على مجالستهم ومخالطتهم، والحض على محادثتهم، فان المسرح طرفه في أكناف سيرة من غاب عنه وما هو عليه من العلم، والعبادة، والفضل، والزهادة، كالمجالس معه المستأنس به، في الانتفاع بأقواله وحركاته، واقتفاء سيرته وآدابه. ولذا استقرت طريقة المشايخ، على ضبط أحوالهم، وجمعها، وتدوينها، في صحف مكرمة، وكتب شريفة، وأتعبوا أنفسهم في ذلك، حتى تحملوا أعباء السفر، وقطعوا الفيافي والقفار، وركبوا البراري والبحار، ورغبوا حافظيها و مصنفيها، ومدحوا جامعيها، ومؤلفيها، وبالغوا في الثناء عليهم. وكفى للمقام شاهدا، ما كتبه آية الله: بحر العلوم والمعالي، العلامة الطباطبائي (1) قدس سره، على ظهر نسخه الأصل، من كتاب تتميم أمل الأمل، ________________________________________ (1) هو العلامة الشهير ببحر العلوم. السيد مهدى بن المرتضى الغروى الحسنى الحسينى الطباطبائى الامام الهمام الذى لم تسمع بمثله الايام سيد العلماء الاعلام ومولى فضلاء الاسلام سيد الفقهاء المتبحرين امام المحدثين والمفسرين علامة دهره وزمانه ووحيد عصره واوانه صاحب المقامات العالية والكرامات الباهرة الجامع لجميع العلوم سيدنا العلامة آية الله (بحر العلوم) ضاعف الله قدره واعظم في الاسلام اجره. وهو - ره - اجل شأنا واعظم قدرا من مديحة مثلى وما أقول في حق الذى بلغ قدره وجلالته بمرتبة ان الشيخ الجليل والفقيه النبيل العلامة الكبير الحاج الشيخ جعفر النجفي صاحب كاشف الغطاء مع فقاهته وبناهته وزهادته ورياسته ينظف غبار نعله مع حنك عمامته الشريفة. وكيف لا يفعل كذلك ولا يفتخر بمن تشرفه بلقاء الحجة عجل الله تعالى فرجه (ورزقنا الله رؤيته ونصرته) كان معروفا غير مرة وقد تواتر ذلك بين العلماء والفقهاء و كان ره صاحب الكرامات الباهرة كما قال في حقه الشيخ الاعظم والفقيه الافخم صاحب الجواهر (صاحب الكرامات الباهرة والمعجزات القاهرة) إلى غير ذلك. ________________________________________