[ 387 ] غاب عن قومه زمانا، وكان يوم غاب كهلا " حسن الجسم، وافر اللحية، ربعة من الرجال، فلما رجع إلى قومه لم يعرفوه، وكانوا على ثلاث طبقات: طبقة جاحدة لا ترجع أبدا "، واخرى شاكة، واخرى على يقين، فبدأ حين رجع بالطبقة الشاكة فقال لهم: أنا صالح، فكذبوه وشتموه وزجروه وقالوا: إن صالحا " كان على غير صورتك وشكلك، ثم أتى إلى الجاحدة فلم يسمعوا منه ونفروا منه أشد النفور، ثم انطلق إلى الطبقة الثالثة وهم أهل اليقين فقال لهم: أنا صالح، فقالوا: أخبرنا خبرا لا نشك أنك صالح، إنا نعلم أن الله تعالى لخالق يحول في أي صورة شاء، (1) وقد اخبرنا وتدارسنا بعلامات صالح عليه السلام إذا جاء، فقال: أنا الذي أتيتكم بالناقة، فقالوا: صدقت وهي التي نتدارس، فما علامتها ؟ قال: لها شرب يوم ولكم شرب يوم معلوم، فقالوا: آمنا بالله وبما جئتنا به، قال عند ذلك الذين استكبروا وهم الشكاك والجحاد: إنا بالذي آمنتم به كافرون. قال زيد الشحام: قلت: يا ابن رسول الله هل كان ذلك اليوم عالم ؟ قال: الله أعدل من أن يترك الأرض بلا عالم، فلما ظهر صالح عليه السلام اجتمعوا عليه، وإنما مثل علي والقائم صلوات الله عليهما في هذه الامة مثل صالح عليه السلام. (2) أقول: سيأتي منقولا عن ك في أبواب الغيبة مع زيادات، وفيه: كهلا " مبدح البطن، حسن الجسم، وافر اللحية، خميص البطن، خفيف العارضين، مجتمعا ربعة من الرجال. المبدح لعل المراد به الواسع العظيم ولا ينافيه خميص البطن أي ضامره، إذ المراد به ما تحت البطن حيث يشد المنطقة. والربعة: المتوسط بين الطول والقصر، وغيبته عليه السلام كان بعد هلاك كفار قومه، وكان رجوعه إلى من آمن به ونجا معه من العذاب. 13 - ص: بالإسناد إلى الصدوق، عن أبيه وماجيلويه، عن محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي، عن علي بن العباس، (3) عن جعفر بن محمد البلخي، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن إبراهيم قال: سأل رجل أبا الحسن موسى عليه السلام عن أصحاب الرس الذين ________________________________________ (1) أي يحول صالحا أو الاشياء في أي صورة شاء. (2) قصص الانبياء مخطوط. م (3) في نسخة: عن محمد بن ابى القاسم، عن محمد بن على بن عباس. [ * ] ________________________________________