[ 386 ] جعل لهذه الناقة شرب يوم ولكم شرب يوم، فكانت الناقة إذا شربت يومها شربت الماء كله فيكون شرابهم ذلك اليوم من لبنها فيحلبونها فلا يبقى صغير ولا كبير إلا شرب من لبنها يومه ذلك، فإذا كان الليل وأصبحوا غدوا إلى مائهم فشربوا هم ذلك اليوم ولا تشرب الناقة، فمكثوا بذلك ما شاء الله حتى عتوا ودبروا في قتلها فبعثوا رجلا " أحمر أشقر أزرق لا يعرف له أب ولد الزنا يقال له قدار ليقتلها، فلما توجهت الناقة إلى الماء ضربها ضربة ثم ضربها اخرى فقتلها، ومر فصيلها حتى صعد إلى جبل فلم يبق منهم صغير ولا كبير إلا أكل منها، فقال لهم صالح عليه السلام: أعصيتم ربكم إن الله تعالى يقول: إن تبتم قبلت توبتكم، وإن لم ترجعوا بعثت إليكم العذاب في اليوم الثالث، فقالوا: يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين، قال: إنكم تصبحون غدا وجوهكم مصفرة، واليوم الثاني محمرة، واليوم الثالث مسودة، فاصفرت وجوههم فقال بعضهم: يا قوم قد جاءكم ما قال صالح: فقال العتاة: لا نسمع ما يقول صالح ولو هلكنا، وكذلك في اليوم الثاني والثالث، فلما كان نصف الليل أتاهم جبرئيل عليه السلام فصرخ صرخة خرقت أسماعهم، وقلقلت قلوبهم، (1) فماتوا أجمعين في طرفة عين صغيرهم وكبيرهم، ثم أرسل عليهم نارا من السماء فأحرقتهم. (2) بيان: قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى: " فأصبحوا في ديارهم جاثمين ": وإنما قال: " فأصبحوا " لأن العذاب أخذهم عند الصباح، وقيل: أتتهم الصيحة ليلا " فأصبحوا على هذه الصفة، والعرب تقول عند الأمر العظيم: واسوء صباحاه. انتهى. (3) أقول: ما ذكر في هذا الخبر من اصفرار وجوههم في اليوم الأول هو الموافق لسائر الأخبار وكلام المفسرين والمؤرخين، والابيضاض الذي ذكره على بن إبراهيم مؤول. 12 - ص: بالإسناد عن الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن أسباط، عن ابن أبي عمير، عن الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن صالحا عليه السلام ________________________________________ (1) في نسخة: فلقت قلوبهم أي شقت. (2) مخطوط. م (3) مجمع البيان 5: 175. م [ * ] ________________________________________